في هذه الأيام الجليلة تكثر اللقاءات بين الإخوة والأصدقاء، والتسامح والسلام والعفو عن من أخطأ أو ظلم أو قصر في الحقوق والواجبات، تجسيدًا لقوله تعالى في كتابه الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) «النور: 22». إن التصافح بالأيدي يبعث في النفس الإنسانية التآلف والتآخي ويثلج الصدر بالمحبة والسرور. لأجل ذلك وجب التكافل بين أفراد المجتمع من خلال تفقد الأسر المُحتاجة والأسر المتعففة بالكسوة والطعام والمال ليعيشوا بهجة العيد وفرحه مع المُعَيدين من المسلمين.
إننا في هذه الأيام نستشعر مبادئ وأهداف العيد، كونه أفضل أيام السنة وأجلها، لذا على جميع أفراد المجتمع أن يظهروا فرحتهم وبهجتهم بالعيد لجميع أفراد المجتمع بدون استثناء، مع المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات السماوية والدنيوية، لأن الإسلام دين الرحمة والسلام، ولا يُفرق بين أحدٍ من البشر، فيجب على المسلم في هذا اليوم أن يحقق أحد أهداف هذا العيد وهو التسامح والسلام ومصافحة جميع الناس دون استثناء، فتتحقق محبة الله للمتزاورين والمتسامحين والداعين إلى السلام.
نتشرف بهذه المناسبة بأن نهنئ ونبارك لقيادتنا السياسية وحكومتنا والشعب البحريني المجيد وأمتنا العربية والإسلامية وشعوبها، ونسأل الله أن يعوده على الجميع، ويحشرنا في بركة أهل الفضل والوسيلة والفضيلة، وأن يعود علينا ونحن بصحة وأمن ومنعة. ونحن في بلادنا نعيش حياة الأمن والاستقرار لنتذكر أشقاءنا في الأقطار العربية الأخرى، في العراق وسوريا واليمن وفلسطين وليبيا، حيث يعيش الشعب العربي هناك فاقدًا الأمن والاستقرار بفعل ما حل بهذه الأقطار الشقيقة من مساوئ الربيع العربي الأصفر وديمقراطيته المهلكة للبلاد والعباد.
حفظ الله البحرين العزيزة وقيادتها الرشيدة وشعبها العربي المجيد من كل سوء. آمين يا رب العالمين.