العدد 2868
الأحد 21 أغسطس 2016
banner
لتكن الإيجابية شعارنا
الأحد 21 أغسطس 2016

قيل قديماً إن “القناعة كنز لا يفنى”، وقيل أيضاً إن القناعة تفوق الغنى، ولكن ندرك جيداً أن الإنسان بطبيعته الفسيولوجية صعب الرضا، لذلك نرى الناس قد اعتادوا على الشكوى وركنوا إلى السلبيّة في أقصى حدودها، واعتادو التذمر في أبسط أمور الحياة.
إن السعيد هو من عوّد نفسه الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان.
أوّد في مقالي اليوم أن ألقي الضوء على مدى حاجتنا الماسّة إلى تعليم وتثقيف أنفسنا وتدريب أبنائنا على زرع الروح الإيجابية في حياتنا اليوميّة وجعل ذلك سلوكاً يومياً في شتى مناحي حياتنا. إنّ لكل كائن حيّ إيجابيات كما له من السلبيات، وهذا هو الحال أيضاً مع المؤسسات والكيانات الأخرى على اختلافها، والإيجابيات هنا مهارة شأنها في ذلك شأن بقيّة المهارات التي يتم اكتسابها بالتعلم والصبر والتطوير المستمر، فالأمر كله يندرج تحت عاملين أساسيين هما: طريقة التفكير وطريقة التصرف وكليهما قابل للتغيير والتطوير.
توفر القناعة لصاحبها الوقت الكافي للتمتع بالحياة، والتفكير الإيجابي هو الوسيلة الأفضل في حال ما أردنا أن نستمتع بهذه الحياة، والنعم التي أنعم الله بها علينا، والأمثلة كثيرة في هذا الجانب. فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد أن نسبة حالات الطلاق عالية جداً في مجتمعاتنا العربيّة وإذا ما قمنا بتحليل أسبابها سوف نجد أن نسبة كبيرة من الحالات كان بالإمكان تجنبّها في حال تواجد الرضى والقناعة، فمن قنع شبع، كما أن السعادّة الحقيقية تكمن في أن يكون لدى الانسان الحد الأدنى من أي شيء، وهذا هو الحد الأقصى من القناعة.
لقد أظهرت الدراسات التي نُشرت في هذا الصدد أن حالات الطلاق وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقية ارتفعت لأسباب غير منطقية، بل إن السبب الرئيسي في وقوع تلك الحالات يعود إلى تركيز الكثير من الأزواج  على الجانب السلبي للزوجات وعدم النظر أو الاهتمام بالجوانب الإيجابية التي هي كثيرة في معظم الحالات.
يعاني الكثيرون من إدمان التذمر وإفراط الشكوى تجاه البرامج والمشاريع التي تنفذّها الحكومة للمواطنين، وينطبق عليهم المثل القائل “لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب”، ولهؤلاء  أقول إن حكومتنا الرشيدة تعمل وتبذل قصارى جهدها لتوفير البنى التحتية وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي يستفيد منها المواطن والمقيم، ومن الإنصاف تقدير هذه الجهود.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .