العدد 2788
الخميس 02 يونيو 2016
banner
إيران... خلط الأوراق الدينية والسياسية (2)
الخميس 02 يونيو 2016

يمكن القول إن الوجه الكالح الذي تبديه إيران تجاه مسألة الدفاع عن نظام الأسد ومؤازرة أنصار الله في اليمن، وابتلاع الحالة اللبنانية عبر تمدد حزب الله وتحديه منطق الدولة، جاء لأسباب توسعية في محاولة للاستقواء بصورة إيران الخارجية لتغطية مساحات الفشل في الداخل، ويشير كثير من المتابعين للشأن الإيراني إلى أن طهران تعاني من أزمات الداخل بشكل قد يهدد طموحها، فالسياسة الداخلية الإيرانية غير متجانسة وتعاني تشظيات عميقة بين ثلاث مجموعات متداخلة هي: مجموعة الإسلاميين المحافظين، والإصلاحيين، والذرائعيين ومجموعات معارضة صغيرة تريد الخروج من مأزق ثنائية العمامة والبدلة.
التصعيد الإيراني من جهة ثانية يأتي كردة فعل على حجم الخسائر التي مني بها نظام طهران في سوريا، وكما تؤكد “ليفانتاين غروب”، وهي مجموعة استشارية مستقلة ترصد وسائل الإعلام الإيرانية فيما يتعلق بالخسائر الإيرانية في النزاع، فإن أكثر من 250 إيرانيًا قتلوا في سوريا منذ سبتمبر 2015. ويفيد التقرير بأن إيران تكبدت في الأشهر الستة الأخيرة خسائر تعادل ما خسرته في العامين الأولين من تدخلها في الصراع. واستنادًا إلى بعض التقارير، فإن ما يصل إلى 700 إيراني قتلوا في سوريا منذ بدء البعثة الاستشارية الإيرانية عملها في 2012.
وإزاء التصعيد الإيراني يمكن أن نفهم مسببات التصعيد لدى وكلائه في المنطقة وأذرعه الآيديولوجية وعلى رأسها حزب الله الذي أصيب بحالة ارتباك وجودية بعد اغتيال القيادي البارز مصطفى بدر الدين، وتشير مصادر لبنانية وبعض التقارير التي نشرتها الصحف الإسرائيلية، إلى وجود خلافات وتنافس قادة حزب الله مع المسؤولين الإيرانيين من الحرس الثوري، ربما كانت السبب وراء مقتل بدر الدين، مشيرة إلى احتمال تورط إيران في الاغتيال، وهناك تلميحات أيضًا تشير إلى وجود تصفية داخلية قام بها الحزب أو النظام السوري على خلفية ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي تريد الأطراف المتورطة فيه إغلاقه للأبد عبر تصفية المشاركين فيه، وهو ما يعني محاولة إغلاق الملف بالكامل والانقضاض على الحالة السياسية اللبنانية بهدف ابتلاعها. الشرق الأوسط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية