العدد 2772
الثلاثاء 17 مايو 2016
banner
هزيمة إيران بخان طومان
الثلاثاء 17 مايو 2016

بعد مقتل نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني بسوريا، ثم مقتل مصطفي بدر الدين قائد حزب الله العسكري البارز بالقرب من مطار دمشق، تأكدت ايران تماما انها خدعت شر خديعة في خان طومان من كل الاطراف بما فيها الحلفاء وأولهم موسكو التي خزلتها في توفير الغطاء الجوي بالأيام السابقة، بعد أن نقل لهم الروس تطمينات الجانب الاميركي بعدم تقدم جيش الفتح عن تل العيس، وأن قائد فيلق القدس قاسم سليماني كان على حق وقت اجتماعه بالرئيس الروسي بوتين بمنتصف أبريل السابق ورفض اية هدنة قد تكون فرصة سانحة لالتقاط المعارضة المسلحة انفاسها وتوحيد صفوفها مرة اخرى وتسليحها، فمنذ ايام قليلة وعبر مصيدة واحدة حصدت جبهة النصرة ما يقرب من 13 ضابطا من الحرس الثوري الايراني في هجوم انتحاري لجبهة النصرة على غرفة عملياتهم بالتزامن مع أسر جيش الفتح ثلاث ضباط ايرانيين من بينهم نائب قائد العمليات الايرانية في سوريا، الامر الذي صنع هزة شديدة بطهران وجعل مغاوير ايران بسوريا في موقف لا يحسدون عليه.
ولذلك نعود ونكرر «حرب سوريا» لا نصر محسوم بها أو طرف خاسر كل شيء، فهي حرب استنزاف، وحرب الاستنزاف حرب النفس الطويل، فواشنطن غير مهتمة ببقاء بشار الأسد من عدمه بقدر اهتمامها بأن تظل كل أرجاء سوريا بؤرة دائمة الاشتعال، نيران تأكل ببطء كل من يقترب منها، فهي حرب استنزاف لكل الاطراف المتداخلة بالملف السوري، لذلك تفكر موسكو مرتين قبل اية خطوة في سوريا على غرار اوكرانيا فالدولتان تم إعدادهما لكي تكونا بؤر استنزاف لموسكو على غرار الوحل الأفغاني الذي سقط فيه السوفييت، مع الفارق ان اي تقهقر لروسيا بالمعركة الحالية عن نفوذها بالبحر المتوسط سيعيدها لروسيا ما قبل عام 2000م أي الى روسيا بوريس يلتسن، وكل ما تقدمته قطع بوتين الشطرنجية على الساحة الدولية في مهب الريح.
حقيقة الأمر وبلا أي جدال تلك الجولة انتهت بانتصار ساحق للمعارضة السورية وقدم فيها الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان مدير الاستخبارات السعودية مفاجأة كبرى لجميع الاطراف، في الوقت الذي لم تكن اذرع بوتين متواجدة بسوريا وقبل ان تتوغل مغاوير إيران بها، كما عادت تركيا بقوة للميدان عبر معبر سري جديد من تركيا الى حور كلس بدلا من معبر باب السلامة، وجاءت هزيمة ايران باعتراف اسماعيل كوثري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الايراني بعد ان تمت تصفية وأسر العديد من كبار قيادات ومستشاري الحرس الثوري خلال مصائد خان طومان، كما لم يكن الانتصار مقتصرا على الميدان العسكري فقط بل السياسي والدبلوماسي ايضا، فبعد سلسلة تحركات موسعة للرياض على رقع النفوذ الإيراني بأفريقيا وآسيا الوسطى ودول القوقاز، تعود السياسة الخارجية والدبلوماسية السعودية مجددا لكي توجه ضربة جديدة لطهران ولكن بتلك المرة كانت بتركمانستان. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية