العدد 2748
السبت 23 أبريل 2016
banner
معاً نهزم هذا الوباء
السبت 23 أبريل 2016


ليسمح لنا الإخوة المسؤولون بوزارة الصحة إذا صارحناهم بأنّ اساليب التصدّي لداء بحجم وخطورة السكري لم تزل كما هي قبل سنوات. فالتوعية والتثقيف أساسها الملصقات والكتيبّات، الشعارات واللافتات ربما كانت ذات جدوى قبل سنوات ونعني قبل ثورة الاتصالات الحديثة اما اليوم وفي ظلّ ما يشهده العالم من تفجر معرفيّ وتكنولوجي فإنّ علينا مواكبة العصر ومخاطبة الناس بأحدث الاختراعات. لا يجب الاستهانة او التقليل من خطورة السكري ولا التعامل معه كالأمراض العابرة او المؤقتة.
 الاسم الذي عرف به السكري لدى الأطباء وغيرهم أبو الامراض لما ينتج عنه من عشرات الامراض كالقلب والضغط والشرايين وربما امراض اخرى. ومن هنا فإنّنا لم نتجاوز المنطق اذا طالبنا المسؤولين بالصحة بتغيير اساليب مكافحته. الأرقام حول اعداد المصابين تقرع اجراس الانذار. على المستوى العالمي فإنّ اعداد مرضى السكري ناهتز المئتين وخمسة وثمانين مليون انسان. والمتوقع أن يبلغ العدد بحلول عام 2030م الى اربع مئة مليون مصاب. رئيس الاتحاد الدولي للسكري كان قد حذر قبل سنوات من انّ المرض تحول الى وباء الأمر الذي يعني انه اصبح خارج السيطرة.
 ليس هناك من يقلل من جهود الوزارة في انشاء المراكز الصحية واستحداث الاقسام للتوعية والثقيف الصحي. ولا احد يمكن ان ينكر انّ ما يتلقاه المرضى من رعاية هي بحق من ارقى الخدمات. ولعل المترددين على اغلبية المراكز لاحظوا انّ هناك عيادة متخصصة لمرضى السكري ينهض العاملون بمهامهم بأمانة ومسؤولية تقدم خدماتها للمرضى على خير وجه. لكنّ كما اسلفت الاشارة الى انّه رغم كل هذا الجهد فإنّ الذي يبقى غائبا أو يستدعي تكثيف الجهود والمساندة برامج توعوية تثقيفية بل حملات إعلامية للتوعية بداء السكري.
 انّ البرامج التوعوية تحقق اهدافا عدة في آن واحد فمن جهة تعرفنا على اعداد المصابين بهذا المرض ليمكن حصرهم وتقديم الرعاية والعلاج قبل استفحال المرض ووضع الخطط الرامية للحد منه، اما الهدف الآخر فانه يكمن في تفادي الاضرار الناجمة عن مضاعفاته على الاشخاص والدولة. وإذا كانت الارقام التي تؤكد انّ نسبة الاصابة بالسكري في البحرين حوالي 14 % وقد ترتفع الى 20 % فإنها لدى الاطفال اشد خطورة فمعدل اصابته بينهم في ازدياد مستمر الأمر الذّي يحمّل الوزارة بذل المزيد من الجهد لمكافحته.
 ليست وزارة الصحة وحدها من يقع على عاتقها مكافحة مرض السكري وتحديدا تجاه الاطفال فالآباء مهمتهم أكبر ومسؤوليتهم تتمثل في مراقبة ابنائهم وبالأخص عدم تركهم يتناولون ما يشاءون من اطعمة ومشروبات. إنّ دور الآباء والأمهات هو توجيه الاطفال ونصحهم عما تحتويه الأطعمة من مواد وإرشادهم الى البدائل.
 وإذا كانت طبيعة حياتنا المعاصرة قد فرضت علينا نمطا حديثا قوامه الركون الى الوسائل الحديثة في التنقل وقلة من الناس تدرك اهمية ممارسة المشي فإنّ الاغلبية لم تزل غارقة في حياة الكسل. ناهيك عن الاغلبية الساحقة من الاسر التي اصبحت تتردد على المطاعم وبالأخص المصنفة بالوجبات السريعة، رغم علمهم محتويات ما تقدمه من اضرار.
 وانطلاقا من مبدأ الشراكة المجتمعية والدور الذي يفترض ان تنهض به مؤسسات المجتمع المدنيّ كالأندية والجمعيات والمؤسسات التجارية فإنّنا نتصور أن على هذه المؤسسات القيام بواجباتها الانسانية تجاه مناطقها. وسرّنا ان ينظم أحد اندية القرى – نادي سار الثقافي والرياضيّ – مهرجانا صحيا للعام العاشر. استشعارا منه بالدور والمسؤولية المجتمعية تجاه منتسبيه وأهالي المنطقة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية