+A
A-

قانون إلغاء المساعدة النقدية... أهكذا يدعم المحرومين!! - مقال -

كثيرة ومتنوعة الوعود والعهود التي أطلقها أو قطعها على نفسه حسن روحاني في حال اختياره كرئيس للجمهورية، لكن أهم تلك الوعود تجلت في أنه سيعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الإيراني وأنه سيقوم بإصلاحات تغير من الاوضاع لصالح الشعب الايراني المغلوب على أمره.
روحاني الذي باشر مهام عمله منذ آب 2013، ولكن لم يتم لحد يومنا هذا أي تغيير في الاوضاع مثلما لم يتم الوفاء بأي من الوعود والعهود التي قطعها للشعب الايراني، والأنكى من ذلك أن الاوضاع على مختلف الاصعدة وخصوصا في مجالي تحسين الاوضاع المعيشية وانتهاكات حقوق الانسان، ازدادت سوءا، وبعد أن صارت إيران في عهده الدولة الاولى في العالم من حيث تنفيذ أحكام الاعدام في القاصرين والثانية من حيث تنفيذ الاعدامات، وبعد أن صارت نسبة أكثر من 70 % من الشعب الايراني تحت خط الفقر وأكثر من 12 مليون مواطن إيراني يعانون المجاعة، فإن برلمان النظام الديني المتطرف المعادي للإنسانية في إيران بادر بالموافقة على مشروع قانون إلغاء الدعم النقدي عن 24 مليون مواطن.
وفقا للمعايير التي حددها برلمان النظام على حكومة روحاني، فإنه يتوجب عليها أن تلغي الدفعات النقدية الشهرية والتي تصل إلى 12 دولارا للفرد. وهذا يعني أن الطبقات المحرومة من الشعب الايراني ولاسيما العمال والمعلمون وأصحاب الدخل المنخفض وعوضا عن تحسين أحوالهم كما وعد روحاني، سوف يتعرضون للمزيد من الحرمان والمعاناة، في حين أن المجاميع المقربة والمحسوبة على النظام لا تشعر بأي ضغط، بل يعيشون كطفيليات على حساب الشعب الايراني.
الفقر والمجاعة والحرمان صارت من المظاهر الاساسية في المجتمع الايراني في ظل النظام الديني المتطرف في طهران لكن هذه المظاهر تفاقمت وساءت أكثر في عهد روحاني الذي كان من المفترض أن يعمل على تحسينها وأن يرفه عن الشعب.
سيطرة التيار الديني المتطرف على مقاليد الأمور ونجاحه في مصادرة الثورة الايرانية لصالحه، نذير بؤس وشؤم للشعب الايراني ومنذ مجيء هذا النظام فإن الشعب الايراني دخل نفقا مظلما عانى ويعاني منه الـمرين، وأثبتت أكثر من ثلاثة عقود ونصف على عمر هذا النظام أن ليس هناك من أي أمل لتغييره نحو الاحسن وأن الخيار الوحيد لإيجاد حلول لمعظم مشاكل وأزمات الشعب الايراني يتجلى في إسقاطه وتغيير الاوضاع جذريا كما دعت وتدعو المقاومة الايرانية.






فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.