سمو رئيس الوزراء داوى بيده الكريمة جروح تجار السوق الشعبي الذين أضيروا في أرزاقهم بسبب الحريق اللعين الذي حل بالسوق قبل أيام قليلة من قدوم الشهر الكريم شهر رمضان المعظم أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.
فشكرا لك يا صاحب السمو على هذه اللمسة التي عهدناها فيكم عند الشدائد، ليس فقط لأن هؤلاء الناس يعتمدون في كسب أرزاقهم على هذا السوق ولا يعرفون غيره، ولكن أسباب أخرى عظيمة الأهمية.
إن لمستكم الكريمة يا صاحب السمو تتجاوز في معناها وتأثيرها مجرد رعاية هؤلاء التجار الذي يكسبون قوتهم بعرقهم وكفاحهم، إلى رعاية البحرين وتراثها.
إنها لمسة عطف وحب وعشق للبحرين كلها، تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها، فالسوق الشعبي بالنسبة لنا، ليس مجرد مكان لكسب الرزق، ولكنه تاريخ حي يعيش في الحاضر ولا يجب أن نفرط فيه أو نتركه مهملا فيضيع، أو تفككه المدنية الحديثة والسعي المحموم من أجل المال دون اعتبار لأهمية التراث والتاريخ في حياة الأمم.
قد لا يدرك التجار ومعهم كثير من الناس أن السوق الشعبي شيء أكثر بكثير من البيع والشراء وكسب الرزق، ، فهم ربما ينظرون إلى المكان على أنه سوق الفقراء، حيث البائع الفقير والمشتري الفقير، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير.
السوق الشعبي في البحرين هو عبارة عن جزء من التاريخ يعيش في الحاضر، تستطيع أن تزوره وتلمسه كل يوم دون حاجة لاختراع آلة الزمن كما فعل هربرت جورج ويلز في روايته الخيالية “آلة الزمن”، حيث اخترع آلته هذه لكي يبحر إلى الماضي وإلى المستقبل ويرى ما فيه بعين الخيال.
الفرق هنا فقط هو أننا لا نعود إلى الماضي في خيالنا فقط، كما فعل صاحب الرواية، ولكننا نفعل ذلك واقعيا، فنذهب إلى هناك ونجلس ونأكل.
السوق الشعبي إذن تراث حي يجب أن نحميه ولا نغير ملامحه، وحمايته ستبقى مسؤولية الدولة البحرينية، على اعتبار أنه ملمح ومكون ثقافي هام من مكونات البحرين.
ومن هنا فإن رعاية سمو رئيس الوزراء لهذا المعلم الهام من معالم المملكة، هي رعاية للثقافة والتراث ورعاية لشخصية البحرين ومكوناتها.

ملحوظة:
رواية آلة الزمن هي رواية من الخيال العلمي للكاتب العظيم هربرت جورج ويلز وهو من أوائل الكتاب الإنجليز الذين كتبوا روايات أدبية من الخيال العلمى ومن أشهر رواياته ( آلة الزمن ) التى كتبها عام 1895 ورواية ( الرجل الخفي ) التي كتبها عام 1897 ورواية ( حرب الكواكب ) التي كتبها عام 1898.