العدد 1295
الثلاثاء 01 مايو 2012
banner
أكذوبة الحياد في الإعلام الغربي (1)
الجمعة 03 مايو 2024

الإعلام الغربي الذي يسكت عن المذابح التي تنفذ ضد الفلسطينيين ويصف المقاومة الفلسطينية بالارهاب هو نفسه الذي يغض الطرف عن قضية مئات الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، رغم أنهم معتقلون إداريا دون محاكمة، ويضخم قضية مواطن بحريني يقضي عقوبة حكمت بها محكمة بحرينية.
قتل امرء في غابة جريمة لا تغتفر  وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر.
هذا هو شعار الإعلام الغربي الذي ينحاز ضدنا على الدوام.
نحن لا نقول كلاما مرسلا أو اتهامات بلا دليل ولكننا ننقل عن دراسة صدرت عن مركز بحثي معروف تكشف مدى الظلم الذي مارسته وسائل إعلام غربية لها اسمها في عالم الاعلام الغربي على البحرين.
الدراسة صدرت عن مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية تحت إشراف الدكتور عمر الحسن مدير المركز،وهي عبارة عن دراسة مقارنة تقوم بتحليل مضمون كمي وكيفي لما نشرته وسائل إعلام بريطانية حول شخصين عربيين مضربين عن الطعام، أحدهما عبدالهادي الخواجة المواطن البحريني الذي يقضي عقوبة السجن التي حكمت عليه بها محكمة بحرينية بتهمة الاشتراك في محاولة لإسقاط النظام الملكي في البحرين،والثانية هي الفلسطينية هناء شلبي المعتقلة دون محاكمة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، والجميع يعرف بأي ذنب يحبس الفلسطينيون وبأي ذنب يقتلون.
ولا بأس أن نسلم جدلا أن قضية الخواجة وقضية هناء شلبي تندرجان ضمن قضايا حقوق الانسان كما زعمت الصحف البريطانية، رغم التباين المعلوم لكل من لديه حد أدنى من العلم والثقافة، لأن الأرقام سوف تنصرنا أيضا طبقا لما جاء في دراسة مركز الخليج، لأنها تكشف إلى أي مدى ظلمنا الإعلام البريطاني.
ولمن أراد أن يبحث الأمر بنفسه، فالدراسة تناولت ما ورد عن “الخواجة” في عدد (6) صحف هي: (التايمز، صنداي تايمز، فايننشيال تايمز، الجارديان، إندبندنت، وديلي تليجراف) خلال الفترة من 6-18/4/2012، وكذلك ما ورد في صحيفتين هما: (الإندبندنت، والجارديان) عن “هناء شلبي” خلال فترة أطول من 26/3/2012- 15/4/2012 (أي مدة أطول).
والأمر لا يتعلق فقط بعدد الصحف التي تناولت قضية هناء والخواجة ولا بالفترة الزمنية محل الدراسة، رغم الدلالة الواضحة لذلك، ولكن المواد المنشورة من حيث عددها وعدد الكلمات التي وردت ومن حيث نوع هذه المواد وعناوينها تفضح بشدة ذلك الانحياز الذي تمارسه صحف بريطانيا ضد البحرين.
فحالة “الخواجة” غطتها (35) مادة صحافية في مدة زمنية قدرها 13 يومًا من 6-18/ 4/ 2012 (وهذه المدة كانت هي الأكثر كثافة في تناول الصحف البريطانية لحالة إضرابه مقارنة بالفترة السابقة) بينما حالة “شلبي” غطتها (3) مواد صحافية فقط في 21 يوًما أي من 26/3-15/4/2012.
الدلالة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق، وغدا نكمل التعليق على دلالات الأرقام، ونعرض للجانب الكيفي من تحليل المضمون لتلك الصحف لنبين مدى النفاق وعدم المهنية في تناول الصحف البريطانية كمثال أو عينة للاعلام الغربي بشكل عام فيما يتعلق بالبحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .