عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة، وهو سن حالم ومضطرب، حيث يسعي الطفل للوصول إلى مرحلة الاستقلالية وبناء الشخصية، بعد طول المرحلة الاعتمادية على الآخر، والآخر في الغالب هما الوالدان، لذا قد يثور عليهما وقد يتمرد، ويحاول إيجاد الذرائع للانقلاب عليهما!
هنا يختلف علماء السلوك في وصف سلوك المراهق تحليل تصرفاته، فيذهب الفريق الأول إلى ترجيح نظرية الجحود الفطري المؤقت، بينما يتبنى الفريق الثاني نظرية الجهل العمري.
هذا الأمر يحدث مع المراهقين قبل إتمام العقد الثاني من العمر. أما في البحرين، فلدينا - والحمد لله- مراهقين بعد الخمسين ولعل أكثر تلك النماذج وضوحا هو المدعو عبدالوهاب حسين زعيم تيار الوفاء الإرهابي ومؤسس حركة خفافيش الظلام وصبيان المولوتوف المعروفة بحركة 14 فبراير.
عبدالوهاب حسين مراهق وجاحد في الوقت نفسه، فهو يتصور نفسه رئيس جمهورية البحرين الإسلامية ويتعامل على هذا الأساس في تحركاته وتصرفاته بشكل يثير الشفقة والضحك في كثير من الأحيان.
يخرج من فوق سطح المنزل للتلويح للمراهقين والصبية وأصحاب الأجندة الانقلابية المصابين بهوس السلطة ويلتقط الصور التذكارية مع صبيان المولوتوف وخفافيش الظلام الملثمة.
نحن لن نناقش قرار الإفراج المؤقت؛ لأن حكامنا آل خليفة يعرفهم العدو قبل الصديق بأنهم أصحاب خصال رحيمة ويتحملون مسؤولية الحكم، ولعل الجانب الإنساني هو من أهم خصال هذه العائلة الكريمة.
كما أن الجحود هو من أهم خصال عصابات المولوتوف وأصحاب الفكر الانقلابي، قيل قديما انه من أقسى المشاعر الإنسانية حينما تشعر أن العطاء يقابل بالجفاء، والإحسان يقابل بالإساءة، والحب يقابل بالتجاهل.
ولعل أصعب المرارات في هذا الوجود عندما تكتشف أنك أعطيت، ليكون المقابل هو النكران والجحود.
لا أعرف ما هو إحساس جلالة الملك والوالد القائد وولي العهد الأمين عندما يشاهدون هذه الأفعال وهم من جبلوا على العطاء، وتعودوا على الحب. لغتهم الإيثار، سمتهم التواضع، وهدفهم إسعاد الآخرين ليفاجأوا بعد ذلك، بأن من منحوهم العطاء ردوا ذلك بالجحود والنكران والخداع، وهي بلاشك أسوأ الخصال في هذه الحياة.
ولأن علماء السلوك يصنفون الجحود على أنه مرض نفسي ناشئ من الطغيان والتكبر لذا يطالب الشعب بالتأكد من قواهم العقلية، فليس من المعقول أن نخسر مكتسباتنا ويتعطل زمن إصلاحنا بسبب مجموعة من المجانيين وأصحاب الفكر المنحرف.
الفرق بين النائب والنائم
هناك حرف واحد يفرق بين كلمة نائب وكلمة نائم على صعيد رسم الحروف. أما المدلول السياسي، فان هنالك نائب لا يفرق كثيرا عن الكرسي الذي يجلس عليه من حيث النشاط والمبادرات والدفاع عن حقوق البلاد والعباد، فيمكن أن نطلق عليه لقب النائب النائم وهنا نائب يعمل ليل نهار من أجل الشعب، وهذا النائب له كل الشكر والتقدير والاحترام، ونتشرف بأن يكون نائبا عنا في الأفراح والأحزان.