+A
A-
الثلاثاء 22 مايو 2012
ذكرى رحيل النجم “استفان روستى”.. الشرير الظريف
“نشنت يا فالح”، “طب ثانية واحدة أروح أتحزم وأجيلك”، “الويسكى مشروب البنت المهذبة”، “جتك نيلة في نحسك”.. هذه هي بعض الجمل الشهيرة التي وردت على لسان “استفان روستى” في بعض أفلامه، لتتحول مع الأيام إلى أمثال تتوارثها الأجيال، هذه الجمل التي يسمونها بلغة السينما “افيهات”، أصبحت تتردد على كل لسان في أي موقف من مواقف الحياة، بسبب الطريقة الظريفة التي نطق بها استفان روستى التي تحل ذكرى رحيله هذا الأسبوع- هذه الجمل.
الظريف
إنه الشرير الظريف، صاحب الأسلوب شديد التميز، الذى يتذوق طعم الكلمات فى فمه قبل أن ينطق بها، لتدخل بسرعة إلى قلب المتلقي الجالس في نهاية دار العرض. ورغم أنه لم يقدم سوى أدوار الشر، فإن الجمهور لم يكرهه، كما كره العديد من أشرار السينما المصرية، بل بالعكس لقد أحبه وبدأ يتداول جمله الشهيرة، التي كان يقولها في أفلامه. وهناك قصة طريفة، تداولتها الصحف حينها بسبب جملته الشهيرة “نشنت يا فالح” في فيلم “زنوبة” للمخرج حسن الصيفي عام 1956، عندما أصابته رصاصة قاتلة عن طريق الخطأ من زعيم عصابته “محمود إسماعيل”، وبعد عرض الفيلم بأسابيع تصادف أن ضابطا ومعه مجموعة من العساكر كانوا يطاردون زعيم عصابة وصبيانه، وأثناء مهاجمتهم أطلق الضابط رصاصة أصابت زعيم العصابة، فقال للضابط بنفس طريقة استفان روستى: “نشنت يا فالح” فضحك الضابط، ووقع منه سلاحه، فجاء صبى زعيم العصابة من الخلف، وأطلق على الضابط رصاصة، أصابته إصابة طفيفة، وفى اليوم التالي نشرت “الأهرام” في صفحة الحوادث أن “استفان روستي كاد يقتل ضابطا أثناء تأديته واجبه”!
البدلة
والمتابع الجيد لأفلام السينما يجد أن “استفان روستى” هو الشرير الوحيد الذي لم يخلع البدلة، فهو شرير عصري، وشيك، ولا يرتفع صوته أبدا، وناعم، ويستدرج ضحاياه برقة، ويجيد التظاهر بالدماثة، ويخفى أهدافه الشريرة تحت قناع من الصدق والبراءة، فلا يدخل في معارك بدنية، والشر عنده يتحقق عن طريق العقل، وبخطة محكمة، لهذا برع في العديد من المهن الشريرة مثل تاجر المخدرات، ومهرب الذهب، والقواد، وصاحب الملاهي الليلية المنحرف.. وغيرها.
البداية
ولد “استيفانو دى روستى” في 16 نوفمبر عام 1891 في حي شبرا، حيث كان أبوه “بارونا” نمساويا من أكبر العائلات الأرستقراطية في فيينا، وتعرف على والدة استفان في روما وتزوجها، ثم جاءا لزيارة القاهرة لقضاء شهر العسل فأعجبتهما، واشتريا بيتا في حدائق شبرا، وأقاما فيه، ولكن بعد فترة عاد الأب مرة ثانية إلى فيينا، بأمر من والده، تاركا زوجته وهى حامل.
يولد “استفان” ويعيش طفولة بائسة، وبعد انتهائه من تعليمه الثانوي، في ظروف غاية في الصعوبة، ترسله والدته إلى والده، وبعد سنوات يعود للقاهرة شابا، ويعمل مع المخرج “عزيز عيد”، ونظرا لإتقانه الفرنسية والإيطالية والألمانية يسند إليه دور “أمير روسى” في مسرحية “خلى بالك من إميلى”، فيلفت إليه الأنظار، ويقبل عليه المخرجون والفنانون أصحاب الفرق، وكان من هؤلاء نجيب الريحانى، الذي يعمل معه في العديد من المسرحيات، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مسرح يوسف وهبي، وخلال تلك الفترة تشاء الأقدار أن يقوم بدور مهم في تاريخ السينما المصرية، إثر خلاف وقع بين عزيزة أمير والمخرج وداد عرفى، أثناء إخراج فيلم “ليلى”، فتستعين عزيزة أمير بـ”استفان” لإخراج الفيلم، وبعد النجاح الذى حققه أخرج العديد من الأفلام، مثل “صاحب السعادة كشكش بيك” و”أنشودة الفؤاد” و”عنتر أفندى” و”الورشة”، كما كتب العديد من الأفلام مثل “أحلاهم” و”قطار الليل” و”ابن ذوات” و”بنت البلد” و”قاطع طريق” وغيرها.اقترن اسمه بالمغامرات النسائية، وفى عام 1936 التقى سيدة إيطالية، وأعجب بها وتزوجها، لكنه لم ينجب منها ورغم هذا لم يتركها نظرا لحبه لها.
النهاية
ومن الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون، أنه اشتهر بين أصدقائه بوصفاته الشعبية لعلاج الأمراض، لهذا لم يذهب إلى طبيب ولا مرة في حياته، وكان يعالج بنفسه ما يشكو منه، وأثناء تمثيله لفيلم “حكاية بعد نص الليل” عام 1964 شعر فجأة بألم شديد في صدره، وذهب إلى منزله ليستريح، لكن الألم زاد عليه، فلجأت زوجته لأول مرة إلى الطبيب، ولكن لم تفلح الجهود في إنقاذه، ليموت في صمت، ولا يسير في جنازته سوى عدد قليل من زملائه في الوسط الفني!
الظريف
إنه الشرير الظريف، صاحب الأسلوب شديد التميز، الذى يتذوق طعم الكلمات فى فمه قبل أن ينطق بها، لتدخل بسرعة إلى قلب المتلقي الجالس في نهاية دار العرض. ورغم أنه لم يقدم سوى أدوار الشر، فإن الجمهور لم يكرهه، كما كره العديد من أشرار السينما المصرية، بل بالعكس لقد أحبه وبدأ يتداول جمله الشهيرة، التي كان يقولها في أفلامه. وهناك قصة طريفة، تداولتها الصحف حينها بسبب جملته الشهيرة “نشنت يا فالح” في فيلم “زنوبة” للمخرج حسن الصيفي عام 1956، عندما أصابته رصاصة قاتلة عن طريق الخطأ من زعيم عصابته “محمود إسماعيل”، وبعد عرض الفيلم بأسابيع تصادف أن ضابطا ومعه مجموعة من العساكر كانوا يطاردون زعيم عصابة وصبيانه، وأثناء مهاجمتهم أطلق الضابط رصاصة أصابت زعيم العصابة، فقال للضابط بنفس طريقة استفان روستى: “نشنت يا فالح” فضحك الضابط، ووقع منه سلاحه، فجاء صبى زعيم العصابة من الخلف، وأطلق على الضابط رصاصة، أصابته إصابة طفيفة، وفى اليوم التالي نشرت “الأهرام” في صفحة الحوادث أن “استفان روستي كاد يقتل ضابطا أثناء تأديته واجبه”!
البدلة
والمتابع الجيد لأفلام السينما يجد أن “استفان روستى” هو الشرير الوحيد الذي لم يخلع البدلة، فهو شرير عصري، وشيك، ولا يرتفع صوته أبدا، وناعم، ويستدرج ضحاياه برقة، ويجيد التظاهر بالدماثة، ويخفى أهدافه الشريرة تحت قناع من الصدق والبراءة، فلا يدخل في معارك بدنية، والشر عنده يتحقق عن طريق العقل، وبخطة محكمة، لهذا برع في العديد من المهن الشريرة مثل تاجر المخدرات، ومهرب الذهب، والقواد، وصاحب الملاهي الليلية المنحرف.. وغيرها.
البداية
ولد “استيفانو دى روستى” في 16 نوفمبر عام 1891 في حي شبرا، حيث كان أبوه “بارونا” نمساويا من أكبر العائلات الأرستقراطية في فيينا، وتعرف على والدة استفان في روما وتزوجها، ثم جاءا لزيارة القاهرة لقضاء شهر العسل فأعجبتهما، واشتريا بيتا في حدائق شبرا، وأقاما فيه، ولكن بعد فترة عاد الأب مرة ثانية إلى فيينا، بأمر من والده، تاركا زوجته وهى حامل.
يولد “استفان” ويعيش طفولة بائسة، وبعد انتهائه من تعليمه الثانوي، في ظروف غاية في الصعوبة، ترسله والدته إلى والده، وبعد سنوات يعود للقاهرة شابا، ويعمل مع المخرج “عزيز عيد”، ونظرا لإتقانه الفرنسية والإيطالية والألمانية يسند إليه دور “أمير روسى” في مسرحية “خلى بالك من إميلى”، فيلفت إليه الأنظار، ويقبل عليه المخرجون والفنانون أصحاب الفرق، وكان من هؤلاء نجيب الريحانى، الذي يعمل معه في العديد من المسرحيات، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مسرح يوسف وهبي، وخلال تلك الفترة تشاء الأقدار أن يقوم بدور مهم في تاريخ السينما المصرية، إثر خلاف وقع بين عزيزة أمير والمخرج وداد عرفى، أثناء إخراج فيلم “ليلى”، فتستعين عزيزة أمير بـ”استفان” لإخراج الفيلم، وبعد النجاح الذى حققه أخرج العديد من الأفلام، مثل “صاحب السعادة كشكش بيك” و”أنشودة الفؤاد” و”عنتر أفندى” و”الورشة”، كما كتب العديد من الأفلام مثل “أحلاهم” و”قطار الليل” و”ابن ذوات” و”بنت البلد” و”قاطع طريق” وغيرها.اقترن اسمه بالمغامرات النسائية، وفى عام 1936 التقى سيدة إيطالية، وأعجب بها وتزوجها، لكنه لم ينجب منها ورغم هذا لم يتركها نظرا لحبه لها.
النهاية
ومن الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون، أنه اشتهر بين أصدقائه بوصفاته الشعبية لعلاج الأمراض، لهذا لم يذهب إلى طبيب ولا مرة في حياته، وكان يعالج بنفسه ما يشكو منه، وأثناء تمثيله لفيلم “حكاية بعد نص الليل” عام 1964 شعر فجأة بألم شديد في صدره، وذهب إلى منزله ليستريح، لكن الألم زاد عليه، فلجأت زوجته لأول مرة إلى الطبيب، ولكن لم تفلح الجهود في إنقاذه، ليموت في صمت، ولا يسير في جنازته سوى عدد قليل من زملائه في الوسط الفني!