العدد 2109
الخميس 24 يوليو 2014
banner
الجماعة وفلسطين أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الخميس 24 يوليو 2014

طوال الأيام الماضية كنا نتحدث في هذه الزاوية عن المواقف المختلفة من أحداث العدوان الصهيوني على غزة فلسطين سواء كان ما يختص بالنظام الرسمي العربي أو المواقف الشعبية المبتاينة من الأحداث ربما للمرة الأولى منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فقد كانت متوافقة تماما بالرغم من الاختلافات بينها، ولكن جماعة الإخوان التي يقاتل جزء منها هناك في فلسطين بجانب فصائل وتيارات فلسطينية أخرى، هذه الجماعة كان من الأولى لها، لو كانت قضية فلسطين تمثل هاجسا وهما عندها، كان من الأولى لها أن تركز الجهود لما يحدث هناك وتترك كل ما دون ذلك لوقت آخر، ولكنها لا تفعل ذلك لأن قضية فلسطين لا تمثل الهم الأكبر عندها، بل مجرد عتبة ترتفع بها لأمور أخرى.
بالرغم من مئات من الأرواح التي سقطت حتى الآن في فلسطين وآلاف الشهداء وبالرغم من الدماء التي سالت وبالرغم من الصور التي تنفطر لها القلوب لأطفال فلسطين، بالرغم من كل ذلك نرى الجماعة لا هم لها إلا مصر وتزييف الحقائق حولها وتسخير جميع الوسائل لديها ولدى المنتمين لها من العاملين في المحطات الفضائية للنيل من مصر ونشر أخبار وصور مزيفة تخدم ذلك الهدف غير الشرعي.
كان الأجدر بجماعة الإخوان في مصر وفي كل مكان أن تنحي جانبا ما بينها وبين النظام الجديد في مصر والشعب المصري وتركز الجهد على القضية الساخنة الحالية في فلسطين بدلا من تركها جانبا ومواصلة الهدم، بدلا من البناء، في الجانب الآخر، فمواصلة ما تقوم به حاليا يولد شعور يزيد أو يعمل على إبعاد كثيرين عن القضية كرد فعل على ما يجري من قبل الجماعة والمنتمين لها في مصر وبقية أقطار الوطن العربي، إلا أنه يبدو أنهم لا يتعلمون الدروس ولا يتقنون الفهم؛ كون الهدف لدى هذه الجماعة مختلف عن الصورة التي تريها الآخرين، وربما تريها كوادرها الدنيا الذي لا يعلمون الحقيقة والمغيبون عن فهم ومعرفة ما يجري فوق وعند القمة أو صناعة القرار ومعه الحدث.
ستستمر الجماعة حتى الآن في نشر الأكاذيب، كما يفعل أحمد منصور على سبيل المثال لا الحصر وبرامجه في قناة الجزيرة، ومن البرامج التي سخرها لأكثر من عام لهدم كل شيء في مصر وتزييف الحقائق وقلب الصور، ومع منصور المئات من مستخدمي التكنولوجيا ووسائط التواصل الحديثة التي يبرع فيها كوادر الجماعة، هؤلاء المئات يعملون على تغيير الكثير من الصور وإعادة نشرها بطريقة مختلفة عن أصلها وحقيقتها ليعطوا صورة كاذبة عما يجري في مصر وتصوير الشعب المصري وكأنه شعب معاد للعروبة بالرغم مما قدمه لهذه العروبة التي لم تعرفها الجماعة قط، وكانت من أشد المحاربين لها طوال تاريخها، ثم تأتي اليوم لتتمسح بها.
هذه الأخبار الكاذبة والصور المزيفة التي تنشرها الجماعة من السهل فضحها أمام الملأ وإيجاد الحقيقة التي تريد الجماعة تغييبها، لكن يبدو أن من يكذب يعتقد أن الآخرين أغبياء أو أنه هو الوحيد فقط الذي يعرف كل شيء، أم الباقون، فهم أغبياء وحين يصل إنسان إلى هذا المستوى، فإن ذلك يعني أنه معزول وخارج المجتمع.
على الجماعة ومهما كان الخلاف بينها وبين الشعب المصري وبقية الشعوب، عليها أن تحاول ترقيع ما فعلته عن طريق وقف ما يقوم بها أتباعها في مصر وبحق مصر وبقية أقطار الوطن وتعيد الكثير من حساباتها، لعل وعسى... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .