العدد 2108
الأربعاء 23 يوليو 2014
banner
أطفال فلسطين لا علاقة لهم بحماس والإخوان أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأربعاء 23 يوليو 2014

حين يصل بنا الحال إلى البحث في هوية من يقاتل العدو الصهيوني، وما إذا كان يستحق منا الوقوف معه، وحين نصل إلى مستوى محاولة معرفة من هو المخطئ في هذا القتال، فإن الموازين تكون عندنا قد اختلت، وصور الأطفال الممزقين غدت لا تعني شيئا ولا تحرك نخوة في نفوسنا، وحينها يكون الصراع العربي الصهيوني قد انتفى وذهب أدراج الرياح ونتعامل مع هذا العدو كطرف من الأطراف فقط، وحينها نصل إلى أن ما حدث في الوطن العربي أخيرا كان مجرد مؤامرة على الأمة بدليل التحول في الموقف الشعبي من العدو الصهيوني.
بسبب النفور الشعبي في مصر والكثير من أقطار الوطن العربي من جماعة الإخوان على ضوء ما حدث أثناء فترة حكم الجماعة في مصر وما تكشف عن ضلوعها في مؤامرة ضد مصر والوطن العربي وما يحدث في باقي أجزاء الوطن كليبيا واليمن وسوريا على يد عناصرها، كل تلك الأسباب وغيرها ربما خلقت ذلك النفور وأوجدت موقفا سلبيا وأحيانا معاديا للجماعة عند المواطن العربي وأفقدت الجماعة حاضنتها الشعبية التي كانت تستند إليها سابقا، ونتيجة لذلك نجد الموقف الشعبي الذي نراه من العدوان الصهيوني على غزة فلسطين؛ لأن من يهيمن على غزة منذ سنوات هي حركة حماس المنتمية للجماعة، وهذا أمر لا يمكن قبوله ولا تقبله بحال من الأحوال مهما كانت التبريرات.
قلنا من قبل أن العدو الصهيوني هو أس البلاء في المنطقة العربية دون شك أو تفكير، بالتالي فإن الموقف السلبي منه والعدائي له يمثل مفتاح الدخول في الجانب الوطني والقومي في المنطقة، وهو ما يعني أن نقف مع أي كان حين يكون على الجانب المناقض والمضاد للكيان الصهيوني المسمى “إسرائيل”، بل إن معظمنا يقيس مواقفه من الأجانب والدول الأجنبية من خلال موقفهم من ذلك الكيان إلى الدرجة التي دخل فيها هذا الأمر في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية ووصل إلى الرياضية، هذا هو الموقف من الكيان الصهيوني، فكيف يأتي اليوم من يريد التفكير في هذا الموقف ويفكر في من هو المعتدي أو المتسبب في القتال مع الكيان الصهيوني الدائر حاليا، ويفكر في ماهية الطرف الذي يقاتله ذلك الكيان حاليا.
نعم نحن نعي وندرك أن حركة حماس هي التي تقود القتال هناك، ومعها باقي المنظمات التي مازالت تعادي الكيان الصهيوني كالجهاد والجبهة الشعبية، ونعرف أن حماس هي جزء من جماعة الإخوان وتنتمي لها، ولكن هذا لا ينفي وقوفنا معهم جميعا من دون تفكير أو تقييم أو بحث، فخلافنا مع جماعة الإخوان أمر وعدائنا مع الكيان الصهيوني أمر آخر ولا يؤثر أحدهما في الآخر ومن يقاتل العدو الصهيوني على حق مهما كان انتماؤه وفكره، أما الخلاف مع حماس لموقفها من مصر وانتمائها لجماعة الإخوان فذلك أمر يخصنا ولا علاقة للعدو وأحبابه بها الخلاف.
صور الأطفال الممزقة وبلا رؤوس أو أطراف لا شأن لها بحماس والإخوان ولا تفهم ذلك، والدمار الذي أحدثه العدو في غزة لا علاقة له بالخلافات العربية العربية، بل يجب أن يجُب تلك الخلافات ويوقفها في هذا الوقت، إلا أنه يبدو أن المعايير قد اختلفت مؤخرا وبدأت الخلافات العربية الداخلية تحتل المرتبة الأولى والمتقدمة على العداء مع العدو الصهيوني، ليس عند الجميع، ولكن عند البعض ... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية