العدد 2114
الثلاثاء 29 يوليو 2014
banner
نواب اللامبالاة! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 29 يوليو 2014

نائب كان مختفيا طوال 4 سنوات ولم يقدم أي شيء يذكر للمواطنين ولمن صوت له، شاهده الناس بسيارته في إحدى الأسواق ليلة العيد يتقرب من هذا ويكلم ذاك ويستخدم لسانه المعسول ليحقق ما يريده.
 طوال اربع سنوات لم يعرف أي بيت في المنطقة واليوم وحينما اقترب وقت الانتخابات ظهر للناس وفي ليلة العيد بالذات ليجذب البعض ويتصدق عليهم من أجل أن يتذكروا وجهه أو صورته في ورقة الانتخابات!
أعتقد أن هذا الاتجاه نحو هذا المسلك لم يعد يفيد والخطأ الذي وقع فيه المواطن الذي أعطى صوته لمثل هذا النائب لن يتكرر أبدا في المستقبل لأنه عرف بعض النواب الذين اشتهروا بالفقاعات الإعلامية والثرثرة، والذين حرفوا ماهية العمل البرلماني الصحيح الرامي الى خدمة الناس والدفاع عنهم والتحدث بلسانهم.
نواب جعلوا من مهنتهم تخدم أغراضا غير صحيحة ومقبولة ودفعوا بها في مسالك آيديولوجية وسياسية عرجاء لم تخدم الوطن بشيء.
 إنهم نواب اللامبالاة ومن المؤكد أنهم سيتحركون كثيرا هذه الأيام من أجل تلميع صورهم ونفض الغبار عنها وطرحها في الشارع من جديد ليقولوا للناس “ها نحن عدنا.. منكم.. وإليكم.. وهدفنا خدمتكم”.. وبقية الشعارات المعروفة التي أصبحت ترن في أذهاننا طيلة السنوات الماضية.
توجد دراسة واقعية تقول إن المترشح الذي يثرثر كثيرا قبل الانتخابات في مقره و”يشتط” ويحاول أن يبرز نفسه على أنه الأقوى والأفضل بشكل جنوني، ويستخدم أساليب ماكرة ضد منافسيه ويفتح عيونه على مقارهم “ويدز الجواسيس” يكون غالبا نائبا فاشلا ومقصرا في حق الناس إذا ما نجح ووصل إلى الكرسي.. عكس المترشح الذي يكون هادئا ويعمل في حدود المعقول بعيدا عن المناورات المكشوفة وإعطاء نفسه حجما لا يليق به.
من السمات المميزة للشخصية المترشحة للبرلمان الهدوء والثقة بالنفس والتوكل على الله وطرح البرنامج المعقول وعدم الإسراف في الوعود وإعطاء الناس الذين سينتخبوه فكرة واضحة عن كيفية العمل البرلماني وعمل السلطات الثلاث وتعميم الحقائق وكشف كل شيء بدلا من إخفائها.
هناك للأسف نواب لم يستطيعوا لغاية اليوم وبعد قضائهم فترة طويلة في البرلمان مناقشة مسألة عامة وفهم الأمور المالية، وجودهم كعدم وجودهم، وأكثر ما يعتمدون عليه هو الصراخ والزعيق والتلويح بورقة المنع والتحدث عن مشاريع خيالية لا يمكن تصورها إطلاقا.
عيوب كثيرة تميزهم عن غيرهم ولكنهم يحاولون بطرق ماكرة إلصاق العيوب بالحكومة ويوهمون الناس بعدم جديتها وتعاونها، وهؤلاء النواب “الفطاحل” لا ينتظر منهم أبدا تحقيق آمال المواطنين والناخبين لأنهم أصلا غير مبالين بمصلحتهم، نواب لم نجد منهم سوى سطرين اثنين في الجريدة طوال عمر البرلمان!
نقولها صراحة... هناك مترشحون لا يصلحوا أن يكونوا نوابا ويفترض أن يعرفوا حقيقة الموقف، لاسيما أن المواطن البحريني أصبح يعرف حقوقه ومن هو الذي سيدافع عنها. أصبح يعرف من يبتهج للتصفيق والتلويح فقط دون الاكتراث بهموم الناس وقضاياهم، ويسعى لتصدر أخباره وحملته الانتخابية الصحف، وبين من يعمل بذمة وضمير ولا تهمه الصحف والأخبار ولا التصفيق والمجاملات، هناك مترشحون يسعون وراء المادة والتملق هنا وهناك من أجل الوصول، حيث إنهم ينظرون الى العمل البرلماني على أنه تجارة ومكسب، أما خدمة الناس وقضاياهم فينظرون إليها باستخفاف وربما احتقار والعياذ بالله.
إذا كنا نتحدث عن الهدف الوطني، فالهدف الوطني هو اختيار المترشح صاحب الكفاءة والملم بالواجبات بعيدا عن الغرور والتأثير على الناس بالشعارات الخيالية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .