العدد 2107
الثلاثاء 22 يوليو 2014
banner
لعبة تؤسس لجيل إرهابي جديد... أوقفوها أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 22 يوليو 2014

نشرت الزميلة “ديلي بحرين” في عددها يوم الأحد الماضي موضوعا خطيرا للغاية ينبغي على الجهات المختصة التصدي له على وجه السرعة بأية طريقة ممكنة. الموضوع يتعلق بقيام الحاقدين على البحرين من المرتزقة والخونة بالتلاعب في برنامج لعبة البليستيشن الشهيرة “حرامي السيارات” وإضافة سيارات وزارة الداخلية والأمن في البحرين بدلا من السيارات الأصلية في اللعبة والقيام برشقها بالمولوتوف من قبل اللاعب، حتى الإطارات وضعوها في اللعبة وتنظيم 14 فبراير الإرهابي. لقد حولوا كل شيء نراه في أرض الواقع إلى تلك اللعبة حيث التلذذ بقتل رجال الأمن والقيام بكل الأعمال الإرهابية التي نشهدها في البحرين. كل شيء تجدونه في هذه اللعبة التي يمكن استبدال شخصياتها والأسلحة والموسيقى والسيارات بطريقة ما يعرفها اللاعبون.
المراقبة الدائمة والثابتة لمثل هذه المواضيع ربما تكون صعبة، وقد نختلف كثيرا في تقرير نصيب الإعلام من هذه المسؤولية، ولكن الجميع يتفق على أهمية دور الأسرة في مراقبة الأبناء وإبعادهم عن الشياطين البشرية التي تريد زرع الأحقاد في نفوسهم البريئة. هذه اللعبة مليئة بحالات الانفصال والغضب والتهييج وممارسات شاذة، وما بالك بوضع نماذج لسيارات وزارة الداخلية كهدف أمام الناشئ الذي يلعب والهدف الآخر الذي أمامه رجل الأمن وبنفس لباسه الحقيقي الذي نشاهده على أرض الواقع، وتكون المهمة الرئيسية للشخص في هذه اللعبة قتل رجال الأمن وحرقهم. وبكل تأكيد من قام بهذه الاستخدامات المدمرة للعبة وعمل بكل نشاطه وطاقته بتحويل المواجهة مع رجال الأمن في البحرين ورسم “الدوار” وألبس الشخصيات نفس لباس الإرهابيين الذين نراهم في الشوارع وهم يغطون وجوههم باللثام، يريد أن يشحن عقول الناشئة بالعنف والعدوان بأن يسلكوا سلوك الإرهابيين لتصوير هذه الحياة الوهمية على أنها حياة واقعية وفعلية، حتى يصبحوا متناقضين ومرضى فيما بعد.
ماذا ينتظر المجتمع من هذا الشاب والطفل الذي يلعب بهذه الصورة مادامت الدوافع التي تحركه هي دوافع عدوانية وإجرامية ومع من... مع رجال الأمن والقانون في وطنه!
أي مستقبل ننتظره منهم وهم سيتربون على هذا السلوك والرغبة في التخلص وقتل رجال الأمن. هذه اللعبة بصورتها وأشكالها ستغذيهم كره الوطن زيادة على ما هم عليه الآن. وستلبسهم أقنعة يخفون وراءها أخطارهم الرهيبة.
كنت ومازالت أقول إن المناهج الدراسية وكل ما تفعله وزارة التربية والتعليم مشكورة على نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك وتكثيف البرامج والأنشطة المتعلقة بزرع المواطنة واللحمة الوطنية لن تؤتي ثمارها بشكل صحيح عند هذه الفئة من البشر طالما هناك بعض أولياء الأمور تشجع أبناءها على المشاركة في الأعمال التخريبية والخروج عن القانون ومواجهة رجال الأمن.
وزارة التربية والتعليم تقوم بواجبها وأكثر من ذلك بكثير فيما يتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والانتماء والتسامح، ولكن في مقابل ذلك تقوم بعض الأسر بدور سلبي على سير حياة الأبناء التعليمية والتربوية وأبسطها السماح لهم بممارسة مثل تلك اللعبة وأمام أنظارهم. وأنا على يقين أن هناك أولياء أمور يشجعون أبناءهم على الفوضى والخراب ويتحدثون أمامهم عن مسائل الاضطهاد والأكثرية والأقلية، بل ويمنعونهم من إقامة علاقات اجتماعية بغيرهم، ومع الأسف هناك عوامل متعددة تعوق خروج أولئك الأطفال والناشئة من تلك البيئة المعادية للوطن والقيادة.
إن جزءا كبيرا من المشكلات التي يتعرض لها الناشئة والأطفال سببها الأسرة ولكن هناك دور أكبر للدولة لتضييع الفرص على من يريد تحويل الأطفال إلى قنابل موقوتة وحشو عقولهم بالكره والحقد ومحاربة الدولة والقانون كما في تلك اللعبة. واجبنا في الصحافة ليس الوعظ المباشر وإنما الإرشاد إلى الخلل والمساعدة في كشفه. وها نحن اليوم نضع أمام الجهات المختصة لعبة مدمرة تُدرس معنى الإرهاب ومواجهة رجال الأمن وتمجيد الغباء والتهور والإجرام ونشر القيم الخاطئة المضرة.
لا أعلم من هي الجهة المختصة بالبحث والتحري ولكنني أقول تحركوا وجدوا حلا لوقف مثل هذه الأشياء التي تجلب الفتنة والدمار للمجتمع فهي لا تقل خطرا عن المخدرات وبقية المواد المحظورة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية