العدد 2107
الثلاثاء 22 يوليو 2014
banner
رسائل ملكية تعزز المسيرة الإصلاحية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 22 يوليو 2014

في لقاء جلالته الرمضاني المستمر مع مسؤولي المملكة وشعبها يؤكد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في حديثه وكلماته على العديد من المفردات الوطنية الجليلة التي تعزز من المسيرة الإصلاحية، لكون الإصلاح السياسي دعامة مشروع جلالة الملك وأحد أبرز مكونات الخطاب خلال المرحلة الحالية. وبالرغم من اختلاف عناوين المفردات التي تفضل بها جلالة الملك إلا أنها متناغمة بسبب مصدرها الواحد الوطني القومي. ولا يمكن تقديم إحداها عن الأخرى بحكم أهميتها جميعًا وطبيعتها الواحدة التي تحتل المكانة الأبرز في وجدان جلالته والأعلى في المؤسسة الحاكمة وفي ضمير المواطن البحريني.
“التكاتف والتآخي والمحبة”.. إحدى المفردات التي تضمنها حديث جلالته، حيث إن التكاتف والتآخي بين القائد وشعبه وبين المواطنين جميعًا هو مؤشر جامع للوحدة الوطنية الذي يحتاج إليها أي بلد من أجل النهوض والتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا التكاتف والتآخي هو نتاج المحبة وهدفها، وهو ما يعمل على إبعاد التشرذم. والتآخي يعني الوئام والمودة والتفاهم وهو أساس المحبة. والتكاتف هو التلاحم والتعاضد الذي يؤول إلى المحبة. وليس هناك أجمل من المحبة بين المواطنين، ولا أصدق منها، وهي كلمة عامرة تجمع بين التآلف والوفاء، بالمحبة تنتعش الحياة وبها يشتاق المواطن إلى أخيه المواطن، وهي لطيفة في الفم، خفيفة على القلب، ومبهجة للوطن، ومشرقة في كل يوم تشرق فيه الشمس على البلاد. التكاتف والتآخي والمحبة ثلاث نجمات في سماء مملكة البحرين تحمل المودة والأنس والرضا للجميع بدون استثناء.
“ثقافة التعايش”.. مفردة جميلة أخرى.. فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الثقافة؟ ثقافة للتعايش مع الذات قبل ثقافة التعايش مع الآخر، نحن بحاجة إلى ثقافة للتعايش مع ذاتنا وأعضاء عائلتنا، مع الجيران وأبناء الحي، مع أبناء القرى والمدن الأخرى في جميع محافظات الوطن بلا استثناء، فهي ثقافة تنطلق من القلب إلى كل المساحة الجغرافية للبلاد ولأناسها بدون استثناء أحد، فهذه الثقافة تجمع التنوع البشري والديني والمذهبي في البلاد ليصبح في النهاية العائلة الحقيقية التي تجمع أفرادها في بيت واحد. وهذه العائلة عندما تكون قوية ومتماسكة تكون مصدر قوة واستقرار وتكامل للبلاد، فبثقافة التعايش نحيا بسلام في البلاد ونستقر ونتقدم، وتتكاثر عائلتنا. فثقافة التعايش تمثل رؤية للحياة والعلاقات بين الأحياء، فالتنوع والتمايز والتعدد والاختلاف هو سنة إلهية كونية مُطردة في سائر عوالم المخلوقات، وهذه التعددية هي في إطار وحدة الأصل الذي خلقه الله سبحانه وتعالى. ويمكن أن تجتمع هذه التعددية البشرية باختلاف ثقافتها وحضاراتها في إطار إنساني مشترك، وهذا التعايش المشترك بجانب كونه سنة من سنن الله فهو أيضًا حق من حقوق الإنسان.
“المحافظة على الثوابت الوطنية والأصول الدينية” مفردة لا يختلف عليها أحد بل موطنها عقل الإنسان وقلبه، وهذا ما يجعل من حديث جلالته يدخل إلى عقل الإنسان وقلبه بدون استئذان. الثوابت الوطنية هي مجموعة من المرجعيات الوطنية التي تستلزم المواطنة، منها ـ المجتمع المدني، الانتخابات، غرس الثقافة الوطنية، حرية الرأي والتعبير، الصحافة الوطنية، الديمقراطية وغيرها... وهذه الثوابت لا يمكن محاصصتها بين المواطنين على أسس طائفية أو اثنية لكون مرجعيتها واحدة هي الوطن وليست الطائفة، بل تتحقق وفقًا للمصلحة الوطنية مما يحقق الاستقرار والأمن للبلاد. ولابد من تحقيق التوافق والتراضي بين الجميع على أساس مفهوم المواطنة والاعتراف بالآخر والتعددية الثقافية التي هي أساس المحافظة على الثوابت الوطنية. كما يتطلب أيضًا المحافظة على مبادئ العقيدة الإسلامية في عملنا الوطني وفي علاقتنا مع الآخر. فالثوابت هي التي تعكس الهوية وهي التي تعبر عن المبادئ وتشعر الإنسان بالأصالة والخصوصية والمزيد من الاستقلالية مع القدرة على التواصل مع الآخر والانتماء للبلاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية