العدد 2114
الثلاثاء 29 يوليو 2014
banner
“اعرف الحق تعرف رجاله”! فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الثلاثاء 29 يوليو 2014

لا نستغرب صمت جماهير “علي سلمان” على تناقض خطاباته البعيدة عن الواقع، فهو يتحدث لجماعته، ورغم علمهم بتناقض خطاباته إلا أن أصوات تأييدهم وتصفيقهم تعلو بعد كلماته، فقد فقدوا البصيرة وتلاعبوا بالحق حسب رغباتهم، فقد أصبح الحق منسوبا إلى شخصيات جندت ومجدت وسوقت كلماتها حتى اختلط عليهم الحق ونقيضه، مصدقين ومؤمنين وقانعين بما يقال تبعاً لأهوائهم!
آخر ما قاله علي سلمان إن الوفاق رفضت عرضاً من السلطة بتعديل الدوائر الانتخابية والحصول على ستة مناصب وزارية وتعديل الدوائر الحكومية، كلام مر عليه أكثر من 6 شهور بينما كل تصريحاته طوال هذه الفترة تؤكد نفيه التام لوجود أية تسويات أو حوار من تحت الطاولة مع الحكومة!
لماذا الآن يا علي سلمان؟ وفي هذا التوقيت الذي يتزامن مع تفعيل الدولة للقانون بغلق المجلس العلمائي، ورفع دعوى ضد الوفاق، وطرد مساعد وزير الخارجية الأميركي، موقفه ذكرني بأيام الطفولة يوم كنا نقول: “إذا حريتني بافضحك”، هذا التعسف رد فعل غير مستغرب عند علي سلمان فبعد أن عرف السبب بطل العجب، فهي علامات اتضحت أكثر بعد توالي الإحباطات والفشل مؤخراً.
ما فعلته الوفاق منذ 2011 لا يحصى من صفقات وتواصل مع الأميركان والسماح لهم ولغيرهم في الخارج بالتدخل في شؤوننا، واللوم يقع على الدولة التي بعد أكثر من ثلاث سنوات تخرج بوقف نشاط الوفاق ثلاثة أشهر ولأسباب أبسط مما فعلته في حق الوطن والشعب وكأن إرهاب شهر يعادل عقوبة عام!
واللوم الآخر يقع على الجمعيات “الأصالة والمنبر والائتلاف”، وطبعاً النواب والذين هم “حدث ولا حرج”، فمنهم من كان على علم بالصفقات والطبخات، ولقاءات “علي سلمان” و”خليل مرزوق” و”مجيد العلوي”، وغيرهم مع أطراف حكومية، لكنهم كالعادة أطرش في الزفة، ترى هل الصمت عن الحق يكمن في الاحتفاظ بالكرسي والمنصب أم في اختيار الشعب وطبعاً البعض كان مفروض عليه.
متى تتعظ الدولة وتتوقف عن مسايرة ومجاراة جمعية مخالفة كان من المفترض أن تحل منذ زمن؟! متى تتعلم من الغدر؟!
متى سيسمع المواطن القرارات والتوافقات والعروض التي تهم الشارع البحريني على لسان “الدولة” بدل استغفال المواطن، وتشويشه من قبل المدعين بالمعارضة على منابرهم التحريضية والمضاف إليها بهارات مصطنعة منتهية الصلاحية تسيء للوطن وتستهين بقوانينه؟
بالمختصر المفيد أقول “اعرف الحق تعرف رجاله”، فالحق سيبقى حقا لن تغيره ضغوط وفبركات تملأ البلاد ضجيجا فارغا للطعن والغدر بالوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية