العدد 2108
الأربعاء 23 يوليو 2014
banner
“قد يتقبل الكثير النصح ..لكن الحكماء يستفيدون منه”! فرات البسام
فرات البسام
الأربعاء 23 يوليو 2014



هذه الأمة متورطة بالمراثي منذ فجر آدم المطرود إلى سدرة العراء، يخصف من ورق الشجر ثوبا لسوأته، منذ طوفان أنونبشتم، ومنذ صرخة جلجامش (إنكيدو ياخلي وصاحبي)، وأصبحنا في أمة معظم سكانها كومة من شجن، تلاطمت أمواجنا والكل يريد أن يتقاسم هذا الجسد كورث لا وطن, وكفرح لا فجيعة, وكغنائم لا أسرى, فأنا لا أدري من أي الشبابيك أخرج لكم، أو من أي أزقة قد وضعتوني فيها كما تضعون ثوبا عتيقا محملاً بأرشيف الطغاة والنازيين، يقول ((بابليليوس سيرس))! (قد يتقبل الكثير النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه).
عندما تحدثت أمريكا ودول الثماني عن الشرق الأوسط الكبير في زمان بوش الأب، والذي استأثر بمفوهمه وأخذ نهجه الوراثي ابنه بوش الابن بتغير الشرق الأوسط الكبير إلى الجديد في المنظور نفسه وبتغير الكلمتين، كان يعتقد الشعب العربي أن العرب ستنظم إلى دول الثماني، والتي تعتبر أكبر ثماني دول اقتصاديا وتقدما. وهذا الحلم النبيل للعرب والمسلمين لم يدم طويلا حتى أتونا بدموع اليتامى وعزاء الأرامل وشقوق الأرض وسقوط أوراق الربيع، ونحن تحدثنا منذ البداية، وأشار الكثير من المثقفين عن أن تمدد أمريكا بالمنطقة سيكون على حساب الدول الصديقة التي لطالما مدت يد العون لها.
وأذكر منذ ترشيح الرئيس أوباما لمنصبه وتفاءل العرب كثيرا حينها، حيث صفق له في خطابه بجامعة القاهرة 28 مرة بسبب ذكره لـ 6 آيات قرآنية، فدب الفرح قلوب المساكين، حيث دغدغ مشاعرهم بلغة القرآن التي أنزل الله به معجزته قلت حينها ((لاتتفاءلوا كثيرا، فما بين القنافذ قنفذا أملس)). إن الأمريكان وضعوا نهجا من نهاية الحرب الباردة، وهو تقسيم الشرق الأوسط الجديد كما يسمونه إلى دويلات وطوائف وخلق فوضى اجتماعية؛ لذلك لجأت أمريكا لمد ذراعها ونفوذها إلى عملائها؛ لخلق فوضى طائفية وحزبية وخلق دولتين طائفيتين متناثرة الجغرافية تكون ولاءاتها للطائفة لا للوطنية دخلوا العراق وسورية ومصر وتونس وزرعوا الفتنة في البحرين واليمن ولبنان، لكن سقطت خططهم على أبواب العراق ومصر وبقيت مترنحة في سورية واليمن وتونس، ونجحت في لبنان، ولكن بعد العناء المحتدم كشف الواقع الأقنعة، وأصبح أغلب السياسات مكشوفة، فلن تنطلي اليوم كذبة داعش والدكتاتوريه والفئوية والمصطلحات الأمريكية المعروفة سلفا، المطلوب اليوم من العرب أن يخوضوا تجربة جديدة، وهو استخدام الإعلام الحقيقي؛ لكشف أوراق المثلث الأميركي الصهيوني البريطاني ((CIA – PDF – M I 6)) المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات البريطانية التي حولت المنطقة لكونتونات، وكشف ما المقصود من هذه الأفعال، وإلى أين تريد الوصول، أعتقد أن كشف الحقائق إعلاميا هو أسلم وسيلة لتفادي كثير من المستجدات وجعل الشعب العربي يعي ما يحصل ولا ينجرف خلف كل تلك الأجندات المعده سلفا سادتي سبقنا الغرب بالتلاعب بالإعلام، وعلينا اليوم أن نسبقهم، وأن نخلق تلك الظروف التي تمكننا من التغلب على ما يحصل، وليس هناك مستحيل يقول ((برنارد شو))..!! (يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال، ولكني لا أؤمن بالظروف، فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها...)، على مر التاريخ من عمر الشعوب والأمم كان الفرد البطل هو من يغير الواقع والناس والتاريخ، فمن هو ذلك البطل اليوم؟
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .