العدد 2118
السبت 02 أغسطس 2014
banner
قذارة دعم العدوان طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
السبت 02 أغسطس 2014

إن العدوان الذي يتعرض له أهلنا في غزة، وسقوط المئات من الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، يجعلنا نتساءل من هي الدولة التي تساند إسرائيل في ارتكابها لهذه المجازر، وعدم اكتراثها بمبادئ حقوق الإنسان وتجاهلها للأصوات والاحتجاجات الدولية وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة؟ هل هي نيكاراغوا أو جزر سيشل؟ وسؤال آخر وهو من هي الدولة التي تدعي دفاعها عن حقوق الانسان وتنشر التقارير السنوية التي تتهم دول الخليج بانتهاك حقوق الإنسان؟ هل هي فيجي أو الدومانيكان؟ من هي الدولة التي نلعن سياستها الخارجية في كل صلواتنا، وندعو الله أن يرد كيدهم في نحورهم جراء دعمهم المطلق لإسرائيل في ارتكابها أقذر عمليات إبادة بشرية منظمة بالتاريخ؟ هل هي جزر الواق واق أم جمهورية البحر الأخضر؟ إن العدالة والأخلاق تجعلنا لا ننسى أن من يرتكب هذه الجرائم في حقيقة هذا الأمر هي هذه الدولة. وما إسرائيل الا أداة لها. إن العدالة والأخلاق والمروءة تقول إن تقارير هذه الدولة بخصوص حقوق الإنسان ضدنا، يجب ان توضع تحت اقدامنا، هي ومن كتبها، وأن نلعن كل من كتبها ضدنا. فما تفعله إسرائيل من جرائم بدعم من هذه الدولة، اسقط ورقة التوت، وجعلنا نجهر بمدى قذارة ونجاسة ادعاء سياسة هذه الدولة بمجال حقوق الانسان. ولهذا علينا أن نقف وقفة رجل واحد ضد أي تقرير تكتبه هذه الدولة ضدنا، بعد قذارة دعمهم لقتل الأبرياء وارتكاب المجازر.
إن هذا العدوان ودعم هذه الدولة لإسرائيل في ارتكابها المجازر، يحتم علينا أن ننسى خلافاتنا مع بعضنا البعض ونتحد بمواجهة هذا العدوان. فسواء نختلف مع الإخوان أم نؤيدهم، نحبهم أم نكرههم، نقف معهم أم نواجههم بقوة، فهذه مسألة مختلفة وليس لها علاقة بما يجري من مجازر ترتكب بحق أناس ابرياء لا ذنب لهم. نؤيد الآيديولوجية الدينية لحماس أم نختلف معها، نحب الآيديولوجية السياسية لحماس أم نكرهها، نرى في حماس نصيرا لأنظمتنا أم نراها خطرا عليها. كل ذلك لا علاقة له بما يجري من قتل ومذابح ضد الانسانية ترتكبها اسرائيل بحق اهلنا في فلسطين.
إن الانسانية والنخوة والمروءة والقيم الخليجية التي تربينا عليها، وقبل ذلك الواجب الديني الإسلامي، يحتم علينا العمل بكل طاقتنا لوقف ذلك العدوان، الذي تشنه اسرائيل ضد ابرياء عزل وأطفال ونساء في شهر رمضان وفي عيد الفطر، حتى لا نكون إسرائيليين اكثر من نتنياهو. وحتى لا يذكرنا التاريخ بأننا وقفنا مع العدوان الإسرائيلي ضد أهلنا بغزة.
علينا جميعا في هذا الوقت العصيب أن نؤمن ونعمل تحت حقيقة واحدة، وهي أن اسرائيل هي من اغتصبت أرضنا في فلسطين، وهي المعتدية على أقدس مقدساتنا، واسرائيل وجيشها القاتل للبشرية والمرتكب جرائم الإبادة والمذابح بحق الانسانية، وأن لا وقت لدينا في تحميل أي فلسطيني اية مسؤولية فيما يحدث لأهلنا بغزة. ولنؤجل وقت العتاب لاحقا، ولنجعل المصالحة والوقوف صفا واحدا لمواجهة العدوان الاسرائيلي هي سياستنا في هذا الوقت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .