العدد 2115
الأربعاء 30 يوليو 2014
banner
نحو ثقافة راقية للحب والعاطفة طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الأربعاء 30 يوليو 2014

في العيد يزداد الشوق إلى الحب، حب الوطن الذي هو أغلى ما نملك، حب الوالدين والأبناء والأسرة. وحب ابناء المجتمع من مختلف الشرائح، وحتى الحب العفيف تشتاق له النفس. ومن الأمور المحرجة في المجتمع الخليجي البوح بمسائل الحب والعاطفة بشكل علني بين افراد الأسرة الخليجية، وعدم قدرة الإنسان الخليجي سواء رجلا كان أم امرأة على كشف ما يعتريه من مشاعر الحب والعاطفة نحو الطرف الآخر، الا في أضيق الحدود والمجالات. وسبب ذلك بالطبع هو النظرة المحافظة للأسرة الخليجية لمفهوم الحب والعاطفة، واعتبار ذلك شيئا كبيرا لا يجوز اظهاره بالعلن. فلا مجاهرة بالحب وكشف هوية المحبوب للحي أو المنطقة أو حتى لأفراد العائلة الآخرين.
وللتغلب على هذه النظرة المحافظة للحب والعاطفة، ولكسر حاجز الخوف أمام الشباب الخليجي في التعامل مع مسألة الحب ولكن بأساس ومرجعية إسلامية، صدرت سلسلة كتب عن ثقافة العاطفة والحب للكاتب الكويتي الدكتور بدر المحيلبي، حيث تكونت السلسلة من ثلاثة أجزاء، تتحدث كلها عن حكايات ورؤى ادبية فيما يتعلق بثقافة الحب الشريف والعاطفة وأثرها على الانسان والمجتمع، صيغت بأسلوب راق لتتناسب مع المنظور الخليجي الشرقي للعلاقة بين الرجل والمرأة. وسلسلة الكتب هي نتاج جهد ست سنوات من البحث والكتابة، وتهدف الى اعادة تفسير لفلسفة ومعنى وأسس العاطفة والحب لدى الإنسان الخليجي بشكل خاص والشرقي العربي المسلم بشكل عام.
وبدأ المحيلبي هذه السلسلة بكتاب “حديث الطمأنينة” وهو كتاب صغير في حجمه عظيم في محتواه، شمل أصول فلسفة الحب العذري حسب رأي الكاتب. وفصل الكاتب ثماني مراتب تصل كلها للحب المطلق وهي مرتبة الطمأنينة، حيث لا شيء بعدها يأتي مما نعلم من المشاعر الإنسانية. وصيغت كلمات الكتاب بأسلوب النثر تارة وأسلوب التشبيه تارة اخرى، حتى تنوعت اساليب الكتاب بصياغات ادبية على غرار حديث القمر للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، والذي تأثر به الكاتب كثيرا وفي بعض الاحيان يحاكيه.
ويأتي كتاب “ثقافة العاطفة” ثاني أجزاء هذه السلسلة ليشرح كتاب “حديث الطمأنينة”، حيث تم تفصيل معاني العاطفة بصورة اشمل وشرح أوفى وأكمل. وارتكز الكتاب على اسلوب المراسلات، وهو من الأساليب القديمة التي ندر استخدامها في الأدب في عصرنا الحديث. والمراسلات تحمل معاني بين المرسل والمرسل اليه، حيث تضمن الكتاب عبارات عاطفية ووصف حالة الحب والشعور بين الرجل والمرأة، بصورة صافية سماوية بعيدة كل البعد عن الإسفاف وتعدي حدود العرف والعادات والشرع والتقاليد. ويعتبر كتاب “ثقافة العاطفة” محاولة جريئة لوصف الشعور الغريب الذي يعيشه المحب العفيف بكل آهاته وجوارحه ومشاعره الانسانية. وهذه المشاعر قد تمر بحياة الإنسان مرة وقد لا تمر البتة، لكنها كامنة بداخل الانسان تنتظر من يحركها.
أما الكتاب الثالث في هذه السلسلة فهو رواية “العاتكة والغريب”. رواية رومانسية من وحي الكاتب، استوحاها من مخيلته أثناء دراسته للدكتوراه بمدينة برمنغهام وسط انجلترا قبل أكثر من عقد مضى، حيث صور فيها علاقة الحب ودرجة قوته، حين يصطدم الحب بالأعراف والقوانين الاجتماعية.
وتدور القصة بين شاب من عامة الشعب، يقع في حب الأميرة في فترة من العصور الوسطى في انجلترا، ثم تتجلى صور الحب حتى ترتقي على الاعراف السائدة، في دراما رومانسية كتبت بعناية وأسقط الكاتب بعض احداثها على واقعنا في مجتمعنا الخليجي والعربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية