العدد 2113
الإثنين 28 يوليو 2014
banner
السياحة الداخلية الخليجية طارق الشمري
طارق الشمري
ما وراء الحقيقة
الإثنين 28 يوليو 2014

ها هو عيد الفطر بالأبواب والصيف مازال قائضا يطرق أبواب مختلف شرائح المجتمع الخليجي. وحينما يذكر الصيف فإن الخليجيين على الفور يبدأون بالاستعداد لموسم السفر والسياحة، سواء السياحة الداخلية او الخارجية في البلدان غير الخليجية. وهناك في ثقافتنا السياحية الخليجية نوعان من السياحة هما: السياحة الداخلية، وهي قيام الفرد أو العائلة بتطبيق مفهوم السياحة داخل بلده الخليجي، أو السياحة العائلية حيث تقضي العائلة الخليجية عدة أيام من إجازتها في احدى الدول الخليجية، وتم إنشاء هيئات سياحية متخصصة، تعنى بصناعة السياحة الخليجية وتطويرها على المدى البعيد.
ولكن هناك عقبات قد تفسد على الخليجي والعائلة الخليجية متعتها السياحية، ومنها عقبة الانتظار بالمنافذ الحدودية البرية. فهؤلاء السياح من العائلات الخليجية قد يضطرون مع الأسف، لقضاء أوقات طويلة بانتظار الانتهاء كليا من عملية دخولهم الى الوطن الخليجي الثاني. وتزداد هذه المشكلة تعقيدا وقت الإجازات والعطل، حيث تتوافد العائلات الخليجية والمواطنون الخليجيون لهذا البلد الخليجي بكثافة.
وبالتالي فإن الطوابير الطويلة تبدأ بالظهور، وتبدأ معها فترات الملل والغضب. بل وفي بعض الأحيان الندم للمجيء الى هذا البلد الخليجي، بسبب الروتين المعمول به في المنافذ الحدودية البرية لدول الخليج. قس على ذلك ان هذه المنافذ تفتقر الى ابسط الاحتياجات السياحية من مطاعم ومحلات ومراكز تسوق. فالعائلة الخليجية قد تقبل على مضض قضية الانتظار الطويل، لكن ومن دون وجود أماكن تستطيع معها هذه العائلة قتل وقت الانتظار وإشغال النفس بقليل من الوقت في هذه المراكز، فإن الأمر يصعب جدا، لذلك فإن جعل هذه المنافذ أماكن سياحية ولو بدرجة قليلة، سيحقق علاوة على المصلحة الاقتصادية، ترفيها سياحيا لهؤلاء السياح، وسيعمل عى اعطاء صورة حضارية وواجهة مشرفة لمنافذ الحدود الخليجية.
قضية اخرى وهي قضية المزج بين المسافرين وعدم التفريق بين الخليجيين وبين الجنسيات الأخرى. فمثلا، منفذ جوازات الملك فهد لا توجد طوابير مخصصة للعائلات الخليجية، فترى العاملين الأجانب والقاطنين بالبحرين ليس لهم حارات خاصة بهم لتخليص اجراءات دخولهم وخروجهم. مما يزيد من غضب السائح الخليجي ويتساءل عن السبب الذي يجعل هذا المنفذ لا يطبق سياسة الحارات المخصصة للخليجيين المعول بها في المنافذ الأخرى.
أمر آخر وهو تعطل انظمة الكومبيوتر في بعض الأحيان في هذه المراكز وحدثت بعض الحالات التي استمر فيها تعطل هذه الأنظمة لعدة ساعات، من دون وجود انظمة طوارئ بديلة، تعمل على سد هذه الثغرة الالكترونية، وتمنع وقوع هذا الازدحام الكبير.
لهذا فإن على الإخوة المسؤولين بأجهزة المنافذ الخليجية، حمل كبير في ايجاد انظمة وإجراءات جديدة، تعمل على تسهيل عملية دخول المواطن والعائلة الخليجية الى البلد الخليجي. فلا يمكن القبول بأنظمة وإجراءات روتينية قديمة عفا عليها الزمن، في الوقت الذي لا ينتظر فيه المواطن الأوروبي الا دقائق معدودة لدخول البلد الاوروبي الآخر. لهذا فإن على وزارات الداخلية والجمارك في دول الخليج، العمل لوضع تصور وخطة لتخفيف انتظار المواطن، تشجيعا للسياحة الخليجية، وتطويرا لأداء وعمل المنافذ الحدودية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية