+A
A-

السجن 3 سنوات لرجل دين سبّ الطائفة السُنية وأساء للملك

البلاد - عباس إبراهيم
حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الثالثة برئاسة القاضي جابر الجزار وأمانة سر حسين حماد بمعاقبة رجل دين بالحبس لمدة 3 سنوات عن تهمتي التحريض على بغض الطائفة السنية والإساءة لجلالة الملك في خطبة جمعة بأحد مساجد منطقة باربار ومأتم بمنطقة بني جمرة.
وتشير تفاصيل الواقعتين إلى أن المتهم وهو إمام وخطيب مسجد بمنطقة باربار ألقى خطبة يوم الجمعة وخطبةً أخرى في مأتم بمنطقة بني جمرة ليلة الحادي من محرم والليلة السابقة، سب فيهما الطائفة السنية، واصفاً أهلها بالكَفرة والمارقين والأغبياء والتُعساء، وأن كل جيل يأتي أكثر غباءً مما قبله، وتمادى في كلامة حتى وجه لعناته إلى الدولة الأموية والمملكة العربية السعودية واصفاً إيها بالكُفر، وقال أيضاً في مقطع فيديو مسجل للخطب أن خلاف الإمام الحسين (ع) ويزيد، هو تكرار لخلاف قابيل وهابيل واستمراراً للخلاف بين الطائفة الشيعية والسنية، وأضاف أن الطفل الذي يرتاد المأتم يعرف العدل أكثر من أي أحد من الطائفة السنية، ووصف الحكومة البحرينية بالفسوق والكُفر، ولم يكتف بذلك فحسب، بل أساء أيضاً لجلالة الملك بألفاظ وعبارات بذيئة.
وبالقبض على المتهم اعترف بما جاء في مقاطع الفيديو واعترف أنه لا يملك تصريحاً بالخطابة من الأوقاف الجعفرية وإنما اختاره الأهالي لكي يكون خطيباً وإماماً.
فأسندت له النيابة العامة أنه، أولاً: التحريض على بغض طائفة من الناس، وكان من شأن ذلك التحريض اضطراب السلم العام، ثانياً: أهان بإحدى طرق العلانية ملك البلاد، وأحالته للمحكمة المذكورة، والتي قضت بحبسه لمدة سنة عن التهمة الأولى وسنتين عن التهمة الثانية.
وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أن ضميرها يطمئن ويرتاح وجدانها بارتكاب المتهم للجريمة أثناء خطبة الجمعة بالمسجد المذكور وفي الأول من محرم واليوم السابق له، وقد وصل الأمر بالمتهم إلى نزع صفة الإسلام عن طائفة ونعتهم بالكفر، وهو رجل الدين المفترض فيه أن يعلم طائفته أثناء قيامه بالدعوة إلى الله، الحكمة والموعظة الحسنة وسماحة الدين الحنيف والإخاء بين المسلمين والاعتصام بحبل الله وعدم الفرقة بين المسلمين، وهو يعلم أنهم كالجسد الواحد، وأن ما يدعو إليه هو الإسلام العظيم، فراح يصول ويجول بالتحريض على طائفة من بني وطنه ودينه، وهو ما يكدر السلم العام، مستغلاً صفته كرجل دين وهيبة المكان الذي يجتمع فيه مع الناس وجلالة المناسبة التي اجتمع فيها معهم، في يوم الجمعة تارة وفي الأول من شهر محرم وما سبقه تارة أخرى، ومستغلاً خشوع سامعيه إليه كرجل دين وفي رهبة المكان وجلال الزمن، وعظمة المناسبة وأخذ يدس سمه في أذن سامعيه.
أما بخصوص التهمة الثانية، فأوضحت المحكمة أن الجريمة قائمة في حقه بإلقائه العبارات المهينة، وهو رجل دين بمكان ديني “مسجد ومأتم” يلتقي فيه مرتاديه بهذه الصفة، ويتلقى منه مرتادوه بنفس صافية تعاليم الدين، فيستغل المكان وجلالة الموقف بنعت رأس الدولة بالألفاظ المسيئة، وأشارت المحكمة إلى أنه وإن كان للإنسان أن يشتد في خصومه السياسيين، فإن ذلك لا يجب ألا يتعدى حد النقد المباح، فإذا خرج إلى حد الطعن والتجريح - سيما وأنه رجل دين حسبما زعم - فقد حقّت عليه كلمة القانون ينزلها القضاء.