العدد 6057
الخميس 15 مايو 2025
الحوادث المرورية في البحرين إلى أين؟!
الأربعاء 30 أبريل 2025

تعتبر الحوادث المرورية من أكثر المشكلات التي تواجه المجتمعات الحديثة، ولا تختلف البحرين في ذلك عن باقي دول العالم، فالحوادث المرورية تشكل خطرًا كبيرًا على سلامة الأفراد والممتلكات، وتترك آثارًا اقتصادية واجتماعية ونفسية عميقة، وبما ان البحرين تعتبر مجتمعا صغيرا وجميعنا يعرف ما يحدث فيه، فإن العديد من الأسر التي فقدت عزيز لها في حوادث مرورية تعيش بيننا نجدهم مهما مرت السنوات متأثرين بالفقد المؤلم سواء كان أبا أو أخا او أخت.. إلخ، الفقد في حوادث مرورية يختلف عن أي فقد آخر.

ربما يأتي السؤال مباشرة عن ماهية الاسباب التي تؤدي للحوادث المرورية وهنا تأتي السرعة الزائدة والتهور في أول الأسباب، فعندما يتجاوز السائق السرعة المحددة، يصعب عليه التحكم في المركبة واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، ثم القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات، حيث تعتبر القيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات من الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية فهذه المواد تؤثر على قدرة السائق على التركيز والانتباه، وتبطئ ردود أفعاله، مما يزيد من خطر وقوع الحوادث.

ثم يجئ بعد ذلك أم المصائب المتمثلة في الاستخدام غير الآمن للأجهزة الإلكترونية أثناء القيادة التي تمثل خطرًا كبيرًا في الطريق، حيث يؤدي إلى تشتيت انتباه السائق وتقليل تركيزه على الطريق، مما يزيد من احتمالية حدوث الحوادث، أيضا هناك عدم الالتزام بقوانين المرور مثل تجاوز الإشارات الحمراء، وعدم احترام حق الأولوية، كلها تسهم في زيادة عدد الحوادث المرورية في البحرين. فالالتزام بقوانين المرور يسهم في تعزيز السلامة على الطرق.

أما إذا نظرنا للآثار العامة للحوادث المرورية نجد هناك آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية، فالخسائر الاقتصادية كبيرة، تشمل تكاليف العلاج والرعاية الصحية، والتعويضات المالية للأضرار المادية والجسدية، بالإضافة إلى فقدان الإنتاجية نتيجة للإصابات والوفيات، أما الآثار الاجتماعية هي عميقة جدا حيث تؤدي إلى فقدان الأرواح وإصابة الأفراد بجروح بليغة، مما يؤثر على العائلات والمجتمعات بشكل كبير. كما تسهم الحوادث في زيادة التوتر والضغوط النفسية على المصابين وأسرهم، والآثار النفسية دائما تكون طويلة الأمد، مثل اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، ويحتاج الأفراد المتضررون إلى دعم نفسي للتغلب على تلك الآثار واستعادة حياتهم الطبيعية.

أما كيف نحد من الحوادث المرورية فهي تحتاج للتضامن والتكاتف ما بين الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، والاجهزة الاعلامية جميعها تتضامن الإدارة العامة للمرور في قيادة حملات توعوية وتثقيفية مستمرة في المقام الأول تستهدف هذه الحملات فئة الشباب بشكل خاص، ثم السائقين والمشاة على حد سواء، لتسليط الضوء على مخاطر السرعة الزائدة والقيادة تحت تأثير الكحول والمخدرات، وأهمية الالتزام بقوانين المرور، نحن أمام تحد كبير، يتطلب منا جميعا العناية بهذا الأمر لأنه يرتب ارتباطا وثيقا بمستقبلنا وبشبابنا وأملنا المشرق.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .