العدد 5965
الأربعاء 12 فبراير 2025
خربشة ومغزى.. "دول الخليج العربي: أصالة ماضٍ وفخر حاضر"
الأحد 19 يناير 2025

دول الخليج العربي أصالة ماضٍ وفخر حاضر؛ معنى يتشرب لمن عاش فيها، أو تتبع نموها، وتطورها، واستقرارها، ولحمتها. تاريخ سواحلها وأراضيها وشعوبها مغرق بالقدم تسلسل عبر عصور بوشائج. ولا غرو بالقول إن الخليج بحر أساطير، وثغر عروبة، وموطن ثروات ومغاوص لؤلؤ. مخرت به أشرعة بيضاء، واندفع إليه أقوام من صحاري وجبال وواحات وديار تطلب رزق واستقرار، فصار ملتقى أمم ومتزاحم شعوب. 

الخليج العربي تكوَّن حينما توغل المحيط الهندي في الجنوب الغربي من آسيا على اليابسة، لينفتح بها يمّ وبحر داخلي تتحاوطه ذراعان متقاربان في أجزاء، ومتباعدان في غيرها، يضمانه في أحضان تمتد طبيعتها ببطن جزيرة العرب، وعلى أرض تتفجر في ترابها شرايين زيت، ومكامن ذهب أسود، واستخراج لؤلؤ ومرجان لهما خصوص عرفها القاصي والداني. 

الخليج العربي توالدت فيه حضارات وعرف أهله قديما مهدين لرسالتين سماوية تغذى منها فكر الإنسان. والخليج همزة وصل بين الشرق والغرب، وعلى شواطئه شهد العالم 

الملاحة والتجارة مما حرك شهوات الطامعين والمستعمرين. وهو منذ فجر التاريخ عرف الملاحة مع السومريين في بلاد الرافدين تلاهم البابليون، النقوش والحفريات ذكرتها. وبالمثل الآشوريون والفنيقيون تم لهما في الخليج إنشاء أسطول بحري القرن السابع قبل الميلاد. والخليج العربي يتبارى مع البحر الأحمر كفرسي رهان في الملاحة والتجارة، حالهما كالمدّ والجزر لان كلّ منهما إلا امتداد للمحيط الهندي وكليهما حاضنين للجزيرة العربية. 

يشهد حاضر دول الخليج العربي أمن وأمان، واعتناء ببناء الإنسان، وثمار تنمية وتطوير وتعليم وصحة، وبُنى تحتية، وعصرنة رقمية معلوماتية، واسهام في رحلات فضاء علمية، وكذلك اهتمام بالاقتصاد الرقمي والابتكار التكنولوجي، وجذب شركات تكنولوجيا عملاقه، وإحداث بيئة تنافسية اقتصادية بما في ذلك سوق مُنتج كفاءات بشرية وموارد طبيعية.

الاقتصاد جوهر ومطمح دول الخليج العربي حيث بلغ أكثر من 2.4 تريليون دولار إجمالي الناتج المحلي لدول الخليج الست، وتملُّك 3.225 تريليون دولار حجم صناديق سيادية، وازدهار تجارة خليجية بينية قيمتها 107 مليار. ولهذا مجلس التعاون الخليجي ضمن أحد أقوى الاقتصاديات حول العالم بتموضع كمركز رقمي تنافسي على الخريطة بجغرافيته الجاذبة، وثروته الشابة، وبنيته التحتية الصلبة، ورؤى لها إستراتيجيات تنوع اقتصادي، وتقليل اعتماد على عوائد النفط. صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشرت عن أمين مجلس التعاون جاسم محمد البديوي؛ أن دول الخليج العربي تشكل مجتمعة ثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم، بنمو سنوي لاقتصاداتها مجمعة يقدر بنحو 6 %، وبإجمالي ناتج محلي يصل إلى 2.4 تريليون دولار. وبيّن أن دول الخليج تتبنى نهجا سياسيا متوازنا، ومواقف واضحة أكسبتها مكانتها المرموقة على الصعيد الدولي.
وهكذا دول مجلس التعاون الخليجي تتمير بالاستباقية والأثر في المبادرات والاجندات السياسية والاقتصاد، والقضايا العالمية في الطاقة والطيران والأمن الغذائي، والتكتلات والروابط الإقليمية المختلفة للإسهام في التأثير على السياسة الإقليمية والعالمية.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية