ربما تكون المنطقة تغلي، وأيامنا العربية ليست سعيدة، لكن ذاكرتنا الوطنية لا يجب أن تضعف فهي الحصن الحصين لنا من كل شر، والسد المنيع تجاه كل عدوان، هو ما يجعل مملكة البحرين قادرة بأن تفرح، وأن تحتفي بإحياء ذكرى الدولة البحرينية الحديثة منذ عهد مؤسسها أحمد الفاتح حتى قيام المملكة الدستورية الفتية.
ومن ثم الاحتفاء باليوبيل الفضي لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم مقاليد الحكم في البلاد.
إنها ذكرى وطنية ستظل صامدة في وجه المتاعب والصعاب التي تمر بها أمتنا، ذكرى تؤكد الوفاء لقيادة وطنية أبية، وتشدد على أنه لا يحك جلدك مثل ظفرك، وأن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن الأمم العظيمة تستطيع الانتصار على الآلام العظيمة، مهما طال الزمن، ومهما تكالبت على بلادنا التحديات.
احتفالات مملكة البحرين بالعيد الوطني وعيد جلوس الملك المعظم تعني أن هناك نقطة ومن أول السطر، وأن العهود الذهبية لا تسقط بالتقادم، والذكريات الوطنية لا تعدم مواطنيها مهما كانت الهموم مترامية والدموع حانية، والانكفاء على الذات هو عنوان المرحلة.
لقد آن لنا كعرب أن نفخر بما تحقق لمملكة البحرين في عهد مليكها الزاهر، من أمن وأمان واستقرار وازدهار، وحان الوقت والبحرين الغالية تحتفي بأيامها الوطنية المجيدة أن نعلنها واضحة قاطعة، بأنه لولا حكمة قيادة مملكة البحرين ولولا قراءتها الدقيقة لواقع الأحداث، وخارطة المتغيرات ما تمكنت من النفاذ إلى تكنولوجيا العصر بقلب ملؤه الإيمان باحتياجات الوطن وقدرات المواطن.
فقامت من خلال المؤسسات العلمية والتعليمية بتأهيله وتعليمه ليصبح الخيار المفصل في أسواق العمل، ولدى المؤسسات التي تعني بإنتاج التكنولوجيا، وتحديث خوارزميات اللحظة لتصبح متوافقة مع ثورة التطوير العلمية الهائلة، وتلك التي تساعد المؤسسات الاقتصادية الناهضة لتشارك في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بكل سهولة ويسر، وبكل إصرار وحكمة.
إن الوطن في مملكة البحرين يعني قيادة وحكومة وشعبًا أن الجميع دائمًا على قلب رجل واحد، الأخ يشد من أزر أخيه حتى يواجه التحدي بقلب من حديد، والشعب يساند قائده من خلال حكومة شابة واعية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه لكي تصبح البحرين دائمًا عنوانًا للإبداع والابتكار والاستقرار في المنطقة، حتى يعود لها مجدها القديم الحديث كمركز للاشعاع والتنوير، والتداول الرقمي للتقنية الفارقة، والتعاون الواعي مع الأشقاء والأصدقاء، لا تقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا.
وفي المقابل نحترم كل البلاد وكل الشعوب في تعزيز حقها الأصيل لتقرير مصائرها بنفسها، تلك هي روح سياسة البحرين الخارجية، وهذا هو ديدنها من أجل العيش والتعايش في سلام ووئام مع كافة الأمم والشعوب والقوميات، لا فرق بين هذا أو ذاك إلا بحسن الجوار وطيب المعشر واحترام الآخر، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |