العدد 5808
الأحد 08 سبتمبر 2024
banner
خربشة ومغزى.. "التخاطر.. حاسة سادسة"
الأحد 25 فبراير 2024

التخاطر هي حاسة سادسة كما يسمها البعض، وهو قدرة يملكها الإنسان تتفاوت فيما بين البشر بدرجات متباينة، وهي قابلة للتطوير بالتدريب. والتخاطر مركزه المخ وهذا ما تقوله نظريات البحث العلمي التي تمت تجاربه على الحيوانات؛ أن هناك ذبذبات إتصال كهرومغناطيسي تنتقل بين مخ وأخر على نحو ما تنتقل به الموجات اللاسلكية المعروفه؛ اي بين الأجهزة المُرسلة واللاقطة، فالمخ البشرى فية قدرة أن يكون لاقطا لذبذبات يرسلها مخ أخر. وحسب هذه البحوث التي بدأت أواخر القرن التاسع عشر ميلادي؛ أن هنالك أفراد لهم إمكانية قراءة أفكار الغير أو على إسقاط أفكارهم على الأخرين، وهذا بالطبع لا يتأتى لكل أحد، وهي متفاوتة بين البشر، وهنالك جدلية في قبول او رفض هذه البحوث في الأوساط العلمية. 

علم التخاطر صاغ مصطلحه عام 1882م مكتشفه "فريديرك وليام هنري مايرز" (Frederic W. H. Myers)، الذي أنغمس في بحوث ما وراء النفس من الاستبصار والتحريك الذهني التي أستمرت فيها الأبحاث والتآليف مع أخذ ورد وتنوع آراء.

يُعدُّ التخاطر صُنف من القدرات الخارقة أو هي أقرب إلى مظاهر الحاسة السادسة التي أهتم بدراستها علم البارابسيكولوجيا أو ما يطلق عليه Telepathy وأصل الكلمة يوناني تعني التأثير عن بُعد، والعرب يتعاملون معها كالفراسة أو الاستبصار. الولايات المتحدة بدأت بمثل هذه الدراسات تابعهم بعدها السوفيت حيث برعوا فيه. 

التخاطر عند الإنسان يُنظر اليه كحال الذكاء حين التعلم وإدراك العلاقات بين الأشياء وتحليلها، وهذا القدرة من الذكاء فيها متفوقون وضعيفون، والأكثر هم من الأواسط لذا تجد في التأريخ البشري أعداد قليلة محصية من أصحاب الذكاء أو من تمثل عنده قدرة التخاطر، وهؤلاء تألق ذكرهم وتخلد موروثهم سواء في الحكمة أو الاختراعات. 

الباحثون قسموا التخاطر إلى ضروب مختلفه منها مثلا؛ التخاطر الروحي ويُعد من أميزها لأن فيها خفاء له كُنه وأسرار تندس دونما تخطيط. وهذا يزدان به المبدعون والوالهون. وهنالك التخاطر العقلي وهو نادر في صفته لما ينتقل بين عقل وأخر تتأتى من مستويات عقلية سفلية. أما التخاطر الغرائزي فهو يتدثر في العلاقات العاطفية مثل الأم وذريتها والذكر والأنثى. وكذلك معروف أثره في هجرة الحيوانات والطيور والأسماك لمسافات عابرة الدول. وهنالك ما يسمى التخاطر التنبؤي والماضي، وفيه تُنقل الأفكار بين الماضي والخاطر والمستقبل.

التخاطر قد يصاحبه الحظ في نجاح ما هو متوقع لأن الحدس أصاب فيه، وهذا تؤكده بعض الخبرات البشرية.

التخاطر عُرف بالفراسة في تراث العرب المسلمين، حيث دُونت فيها كُتب تعتبر سابقة في التأريخ مثلاً؛ كتاب عن الفراسة لفخر الدين الرازي المُتوفى عام 1210م، وكذلك كتاب الفراسة لابن قيم الجوزية الذي عاش في القرن الرابع عشر ميلادي.  

وهكذا التخاطر يبقى قدره رغم جدليتها تتمثل في مواهب كل إنسان منذ طفولته، وما يميز صاحبها هو استثمارها بما يضيف له من قيمه في بناء النجاحات في ميادين الحياة المتنوعة. 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .