+A
A-

العالم ينعى “رجل الحكمة والتسامح والسلام”

نعى رؤساء دول وملوك، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، بعد أن أعلن الديوان الأميري الكويتي وفاته، أمس الثلاثاء.

وقال بيان من الديوان الملكي السعودي إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقبلا ببالغ الحزن وعظيم الأسى نبأ وفاة الشيخ صباح، وقدما خالص التعازي وصادق المواساة لعائلة آل صباح الكريمة في دولة الكويت، وللشعب الكويتي الشقيق، وللأمتين العربية والإسلامية.

وأضاف البيان: “أكد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية وشعبها يشاركون الأشقاء في دولة الكويت أحزانهم، ويبتهلون إلى الله جل وعلا أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، وأن يديم على دولة الكويت وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

ونعى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمير الكويت، معلنا الحداد لمدة 3 أيام اعتبارًا من أمس الثلاثاء، وتنكيس الأعلام في البلاد.

كما نعى نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمير الكويت بالقول: “رحم الله أب الكويت الحاني.. وقلب الخليج النابض.. وأمير الإنسانية النبيل الشيخ صباح الأحمد الصباح.. حط رحاله عند رب رحيم كريم عظيم بعد أن خدم وقدّم وأكرم شعبه”.

وأضاف: “تعازينا لإخوتنا وأحبابنا شعب الكويت.. ولكافة الشعوب العربية والإسلامية المحبة لأمير الإنسانية.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

من جانبه، وصف ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمير الكويت بأنه “رجل الحكمة والتسامح والسلام”.

وقال في تغريدة على “تويتر”: “رحم الله الوالد والقائد العربي الكبير الشيخ صباح الأحمد.. رجل الحكمة والتسامح والسلام، أحد الرواد الكبار في العمل الخليجي المشترك”.

وتابع: “ستظل مواقفه التاريخية المخلصة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، خالدة في ذاكرة الأجيال.. خالص عزائنا ومواساتنا إلى آل الصباح الكرام والشعب الكويتي الشقيق”.

كذلك نعى أمير قطر الشيخ صباح قائلا: “كان قائدا عظيما اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر”.

ونعى أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، الشيخ صباح الأحمد الصباح، مستذكرا “مواقفه المُشرفة في خدمة القضايا العربية ودعمه للجامعة العربية الذي لم ينقطع، ومساعيه الحميدة للحفاظ على وحدة الصف العربي بحكمته المعهودة، وتمسكه المستمر بالحوار كنهجٍ لحل المُشكلات المستعصية”.

كما، نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي “ببالغ الحزن والأسى” أمير دولة الكويت. وجاء في بيان: “تنعي جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم”.

وشدّد البيان على أن “الأمة العربية والإسلامية فقدت زعيما عظيما من طراز فريد، بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها”.

ووجّه السيسي بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء مصر لمدة 3 أيام، اعتبارًا من أمس الثلاثاء.

كما قدم مفتي الديار المصرية، شوقي علام، “خالص العزاء وصادق المواساة لدولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومةً وشعبا”، مشيدًا بجهود “فقيد الأمة العربية والإسلامية الملموسة، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وما حققه من التقدم والتنمية في دولة الكويت الشقيقة”.

وفي الأردن، نشر الملك عبد الله الثاني تغريدة عبر تويتر، قال فيها: “فقدنا اليوم أخًا كبيرًا وزعيمًا حكيمًا مُحبًّا للأردن، سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائدًا استثنائيًّا وأميرًا للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوان في مساعيه الخيّرة عن بذل كل جهد لوحدة الصف”.

وأعلن الديوان الملكي الأردني في تغريدة على تويتر أيضًا، الحداد “على فقيد الأمة الكبير، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يومًا، اعتبارًا من الثلاثاء”.

كما أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، عن “ألمه الشديد لغياب أمير دولة الكويت.. عن عمر قضاه في خدمة بلده وشعبه والدول العربية الشقيقة وقضاياها، وكان مثالا للمروءة والاعتدال والحكمة”.

وقال عون: “يفقد لبنان بغياب الشيخ صباح شقيقًا كبيرًا وقف إلى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الأعوام الماضية. ولم يوفر جهدًا إلا وبذله في سبيل استقرار لبنان ووحدته وسيادته، كما كان يسارع دائما إلى دعم الشعب اللبناني الذي لن ينسى ما قدمه الراحل الكبير في المحن التي توالت على الوطن الصغير”.

وأضاف: “لقد أعاد إعمار الكثير من مدنه وقراه التي تهدمت، وساهم في إطلاق مشاريع عمرانية وإنمائية كثيرة. وقبل كل ذلك، كان الراحل الكبير الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن الحق العربي عموما وعن القضايا العادلة، وفي مقدمها قضية فلسطين.. وعندما اعتدي على الكويت، قاد الراحل الكبير مسيرة تكللت بتحرير أراضي الكويت وعودة السيادة كاملة من دون نقصان.”

واستطرد بالقول: “إني إذ أنعي إلى اللبنانيين الشيخ صباح، الشقيق المحب والغالي الذي يشكل غيابه خسارة كبيرة، أتقدم من نائب أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والأشقاء الكويتيين بأحرّ التعازي، سائلاً للفقيد الغالي الرحمة ولهم جميعا الصبر والعزاء”.

كما نعى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، الأمير الراحل، قائلاً: “تنطوي بغياب أمير الكويت المغفور له بإذن الله.. صفحة من التاريخ العربي كتبها بحروف من ذهب رجل عظيم تنقل في مقاليد الحكم والمسؤولية على مدى عقود، زخرت بالإنجازات والنجاحات والمبادرات التي ستبقى راسخة في وجدان شعبه والشعوب الشقيقة”.

وأضاف: “إنني باسمي الشخصي وباسم كتلة وتيار المستقبل أنعى إلى اللبنانيين حكيم العرب الشيخ صباح الأحمد، الشخصية الدبلوماسية والسياسية والقيادية العربية الفذة التي ناصرت قضايا العرب والمسلمين، ولم تتخل عن لبنان في أصعب الظروف”.

كما نعى الرئيس الفلسطيني الشيخ صباح الأحمد الصباح، واصفا إياه “بالزعيم والقائد الحكيم، وبالأخ الكبير للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية”، معلنا الحداد وتنكيس الأعلام.

ونعى الرئيس العراقي، برهم صالح، أمير الكويت وقال: “الشيخ صباح كان زعيما حريصا على شعوب المنطقة”.

ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الشيخ الصباح ووصفه “بالقائد العربي البارز الذي كرس حياته ووظف طاقاته لخدمة وطنه وأمته العربية و الإسلامية، ووهب حياته لنهضة بلاده والدفاع عن قضاياها بكل صدق وأمانة وإخلاص”.

الأمين العام للأمم المتحدة نعى أمير الكويت، قائلا: “الشيخ صباح كان رمزا استثنائيا للسلام والحكمة”.

ونعى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الشيخ صباح، مشيدا “بالمساهمات الشخصية لأمير الكويت في الاستقرار الإقليمي والمساعدات الإنسانية التي ستبقى في الذاكرة لزمن طويل”.

 

محطات أساسية في الكويت منذ الاستقلال

"الكويت ـ أ ف ب"

فيما يأتي أبرز المحطات في تاريخ الدولة الخليجية منذ استقلالها.

الاستقلال

في 19 يونيو 1961، أعلن استقلال الكويت التي يحكمها آل الصباح منذ 1756، بعدما بقيت تحت الاستعمار البريطاني منذ 1899.

وفي 11 نوفمبر 1962، سنت الكويت أول دستور في دولة خليجية نص على تشكيل مجلس أمة مؤلف من خمسين عضوا منتخبين لولاية مدتها أربعة أعوام.

نظمت الانتخابات الأولى في 1963. ومنحت الإمارة النساء في العام 2005 حق المشاركة في الانتخابات اقتراعا وترشحا، وشاركن للمرة الأولى في انتخابات العام 2006.

 

- اعتراف العراق بالكويت

في 1963، اعترف العراق باستقلال الكويت بعدما سعى لضم بعض أراضيها. ولكن في العام 1973، احتلت القوات العراقية مركز الصامتة الحدودي الكويتي لسنة كاملة، ثم انسحبت منه تحت ضغوط دولية وعربية.

تعليق الحياة البرلمانية

في 29 أغسطس 1976، أمر الأمير بحل البرلمان، عازيا الأمر إلى قلة التعاون من جانب النواب. وتلا الخطوة تعليق المواد الأساسية في الدستور والحياة البرلمانية التي استؤنفت في العام 1981.

“عاصفة الصحراء”

في الثاني من أغسطس 1990، اجتاحت القوات العراقية واحتلت الكويت التي حُررت في نهاية فبراير 1991 بعد عملية “عاصفة الصحراء” التي شنها تحالف عسكري بقيادة واشنطن.

في يوليو 1991، استأنفت الكويت، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تصدير النفط الخام بعد إخماد حرائق أضرمتها القوات العراقية في 700 بئر، وإصلاح المنشآت وحفر آبار جديدة.

وفي أكتوبر 1992، جرت في الكويت انتخابات تشريعية بعد تعليق جديد للحياة البرلمانية في 1986. وفاز تحالف معارض يضم إسلاميين وليبيراليين ووطنيين بـ 32 مقعدا من أصل مقاعد مجلس الأمة الخمسين.

وفي العاشر من نوفمبر 1994، اعترف العراق بالحدود البحرية والبرية للكويت التي حددتها الأمم المتحدة.

رأس جسر غزو العراق

في مارس 2003، استخدمت الكويت كقاعدة انطلاق للاجتياح الأميركي للعراق الذي انتهى بإسقاط الرئيس صدام حسين.

وفي الثاني من أغسطس 2004، أعادت الكويت العلاقات الدبلوماسية مع العراق.

عدم استقرار سياسي

في 24 يناير 2006، اندلعت أزمة سياسية بعد وفاة الأمير جابر الأحمد الصباح، وانتهت بتولي الأمير صباح الأحمد الصباح الحكم خلفا له.

وفي 21 مايو 2006، أمر الأمير بحل البرلمان، ودخلت البلاد في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي، وشهدت في العام 2011 تظاهرات تزامنا مع موجة الاحتجاجات في العالم العربي.

وبين 2006 و2013، شُكلت أكثر من عشر حكومات وحُل مجلس الأمة ست مرات.

التدخل العسكري في اليمن

في مارس 2015، انضمت الكويت إلى التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن لمحاربة الحوثيين المقربين من إيران.

وانضمت الكويت كذلك إلى التحالف الذي حارب تنظيم داعش المتطرف في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة.

وفي 26 يونيو 2015، فجر انتحاري نفسه في مسجد في العاصمة الكويتية. وأسفر الاعتداء عن مقتل 26 شخصا، في أكبر حصيلة دامية تسجل في تاريخ البلاد. وتبنى التفجير تنظيم داعش.

عودة الإسلاميين إلى البرلمان

في أعقاب الانتخابات التشريعية المبكرة في نوفمبر 2016، عادت المعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون بقوة إلى البرلمان.

وكانت قد قاطعت عمليتي الاقتراع السابقتين احتجاجًا على تعديل قانون الانتخابات.

وساطات إقليمية

ابتداء من يونيو 2017، قادت الكويت وساطة في الأزمة التي يمر بها الخليج عندما قطعت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر علاقاتها مع قطر بتهمة دعم “الإرهاب” والتقرب من إيران.

وخلال القمة العربية في مكة في مايو 2019، شدد الأمير الشيخ صباح، على الدعوة إلى وقف التصعيد على خلفية التوتر بين طهران وواشنطن.