بحضور ورعاية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، تم أمس توقيع اتفاقية تمويل إنشاء مباني مستشفى مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية بمملكة البحرين، والتي وقعت بين صندوق التنمية السعودي وجامعة الخليج العربي، بمشاركة وحضور رئيس المجلس الأعلى للصحة بمملكة البحرين الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ووزير التربية والتعليم رئيس مجلس التعليم العالي ماجد النعيمي، ووزيرة الصحة فائقة الصالح، وكبار المسؤولين والوزراء.

وقع اتفاقية التمويل من جانب صندوق التنمية السعودي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لصندوق التنمية السعودي خالد الخضيري، ومن جانب جامعة الخليج العربي، رئيس الجامعة خالد العوهلي، وسيدشن توقيع الاتفاقية بدء المرحلة الفعلية لبناء المدينة، بعد أن وقع الاختيار على شركة الفوزان للمقاولات لتنفيذ مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، وسيستغرق العمل وكما نص العقد مدة 30 شهرا لتنفيذ المشروع من تاريخ توقيعه، لتكون المدة المقدرة لجهوزية مستشفى مدينة الملك عبدالله الطبية للتشغيل في بداية العام 2022.

وفي كلمته خلال الحفل أكد الوزير النعيمي أن إنشاء المشروع على أرض مملكة البحرين، يأتي امتدادًا طبيعيًا للنجاح الذي حققته جامعة الخليج العربي، مشيرا إلى أن المدينة الطبية التعليمية المتطورة ستشكل إضافةً نوعية لمنشآت هذه الجامعة العريقة، وللخدمات المقدمة فيها، وأن مملكة البحرين لن تألو جهدا في توفير كل ما من شأنه الارتقاء بهذا المشروع الكبير.

وأشار إلى أن إنشاء الصرح الطبي التعليمي الجديد يُجسد ما بين البلدين الشقيقين، المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، أواصر المحبة والإخاء، في إطار ما يجمعهما من تعاون وثيق، ومصير مشترك، وطموحات تجسدت عبر مراحل التاريخ المختلفة، من خلال العديد من المشروعات والبرامج المشتركة، والتي من أهمها جامعة الخليج العربي، التي تتشرف مملكة البحرين باحتضانها، بوصفها نموذجًا مشرقًا للتعاون الخليجي المثمر.

وأردف الوزير: نستذكر بكل الاعتزاز المبادرة الكريمة بإنشاء المدينة الطبية، والتبرع السخي لإنشائها، من المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، إضافةً إلى المبادرة الملكية السامية من عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتخصيص أرض لاحتضان المشروع الكبير، تبلغ مساحتها مليون متر مربع، مثمنًا دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لإنشاء المدينة المتطورة.

وهنأ وزير التربية والتعليم، رئيس الجامعة، وجميع منتسبي الهيئة الإدارية والأكاديمية، والطلبة، بالتطور النوعي الذي حققته الجامعة، على الأصعدة كافة، ولا سيما تطوير البرامج الأكاديمية، بما يواكب المستجدات العالمية في تخصص الطب وغيره من التخصصات التي تقدمها الجامعة على مستوى الدراسات العليا، لتعزيز جهودها في تخريج الكوادر والقدرات البشرية عالية الكفاءة، بالشكل الذي يلبي احتياجات التنمية في بلداننا الخليجية، ويسهم في تأسيس مجتمع المعرفة، وإشاعة ثقافة التعلّم مدى الحياة، والابتكار والتجديد، والاستثمار في البحث العلمي.

بدوره أشار رئيس جامعة الخليج العربي إلى أن الجامعة تحتفل اليوم بتدشين المرحلة الفعلية من مراحل بناء مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية في مملكة البحرين وهي مرحلة بناء منشئات المدينة الطبية الجامعية التي تعكس جانباً من أوجه الرؤية الاستراتيجية للتعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.

ورفع العوهلي شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة للجامعة وتمويل مشروع المدينة الطبية من خلال الصندوق السعودي للتنمية، كما رفع شكره وتقديره لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لرعايته الكريمة للجامعة، ولاستضافة مملكة البحرين لجامعة الخليج العربي وتوفير كل ما تحتاج إليه الجامعة وعلى تفضله بهبة الأرض لبناء المشروع.

وأوضح أن المشروع مر بمراحل عدة سبقت المرحلة، وتمثلت المرحلة الأولى بقيام الجامعة بإعداد دراسة لتحديد مكونات المدينة الطبية والتخصصات التي يجب أن تستضيفها لخدمة مجتمع البحرين، شارك في إعدادها مجموعة واسعة من الأطباء من جميع مؤسسات البحرين الصحية وعدد كبير من الخبراء الخليجيين والعالميين لضمان أن يكون مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأكاديمي صرحا علاجيا وتعليميا على مستوى عالمي، ورافدا للمنظومة الصحية في مملكة البحرين.

وأضاف: شهدت المرحلة الثانية اختيار شركة الخدمات الاستشارية السعودية “سعود كونسلت” لإنجاز أعمال التصاميم والأشراف على تنفيذ مدينة الملك عبدالله الطبية، بالتعاون مع شركة (THAPI) الأسترالية، مردفا: تقرر في هذه المرحلة ان يتكون مستشفى مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية من 288 غرفة مرضى منفصلة و74 عيادة و17 غرفة عمليات ومختبرا حديثا ومركزا للتصوير الإشعاعي، مزودا بأحدث آلات التصوير الـمقطعي، إلى جانب تزويد المستشفى بمركز للطوارئ مع مهبط لطائرة الهليكوبتر، ومركزا للعـلاج الطبيعي. كما أعدت الجامعة دراسة أخرى لتحديد برنامج مساحي للوظائف المختلفة التي تتكون منها بقية مرافق المدينة.

وتابع: تم في المرحلة الثالثة توقيع جامعة الخليج العربي عقود الأعمال التأهيلية لمشروع المدينة على مساحة مليون متر مربع، حيث شملت أعمال التأهيل الأساسية لأرض المشروع. فيما بادرت حكومة مملكة البحرين بتولي تنفيذ البنية الأساسية لمشروع المدينة.