العدد 6058
الجمعة 16 مايو 2025
banner
حرية التعبير والكلمة المسؤولة
الجمعة 16 مايو 2025

احتفت مملكة البحرين في الأيام الأخيرة باليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو) واليوم البحريني للصحافة (7 مايو)، وتجلّى ذلك في أعلى مستوى؛ إذْ وجّه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وككلّ سنة، رسالة سامية إلى الصحافيين بهذه المناسبة. وقد انطوت كلماته على معان دقيقة إيمانًا من جلالته بـ “الدور الوطني والبنّاء للصّحافة”، لذا وجب الوقوف عند تلك المعاني واستجلاء أهميتها في ملاحظات.

الأولى: أكّد جلالته في غير موضع من كلمته على “دعم حرية الرأي والتعبير، وتعزيز الدور الوطني والبنّاء للصحافة” فربط بذلك حالة “حرية الرأي والتعبير” بهدف سام ألا وهو المساهمة في بناء الوطن وعزته وازدهاره، وفي آخر كلمته لفت جلالته النظرَ إلى معادلة مهمّة: “حرية التعبير والكلمة المسؤولة”، وأعْظِمْ بها من معادلة! فقد أكد التزام المملكة بضمان حرية الرأي والتعبير من خلال التشريعات المتطورة، وشدّد في الوقت نفسه على أنّ الصحافة شريك رئيس في مسيرة التنمية والبناء وأداة مهمة، إلى جانب أدوات أخرى، في دعم المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة، كلما اتسمت الصحافة بالمصداقية والالتزام المهني الرفيع. ولهذا السبب يعتز جلالته بصحافتنا الوطنية كونها: “تؤكد دائمًا أنها شريك فاعل ومؤثر في دعم مسيرة التنمية المستدامة التي يشهدها الوطن العزيز، من خلال التزامها بالمعايير النبيلة لمهنة الصحافة”، وهذه شهادة يعتزّ بها الصحافيون في مملكة البحرين.

الثانية: ذكّر جلالته برسالة الصحافة حين قال: “وحرصها على أداء رسالتها في تنوير المجتمع والارتقاء بوعي أبنائه، وتحفيزهم نحو كل ما يسهم في ترسيخ قيم التعايش والمحبة والسلام”، وهذه الرسالة تذكّر الصحافيين وتحمّلهم مسؤولية “التنوير” وما أجلّها من مسؤولية.

لما تتطلّبه من مهنية وصدقية في نقل الخبر، وحصافة في تحليله، وبعد نظر في تأويله وقراءة استتباعاته؛ ومن شأن كل هذا أن يقدم صورة تزيد في إنارة الرأي العام، وتفتح أفقه وترتقي بإدراكه ووعيه بما يدور حوله في المجتمع والعالم بأسره. هذا عن رسالة التنوير، أمّا الرسالة الثانية للصحافة فهي الإسهام “في ترسيخ قيم التعايش والمحبة والسلام” وهذه من رسالة مملكة البحرين في العالم؛ فعلى مدى عقود من الزمن حملت البحرين هذه الرسالة وتجسّدت في أكثر من مبادرة، ولا تزال، وللصحافة، كما للتعليم وغير ذلك من المنابر، دور بارز في ترسيخ ثقافة التعايش وتعزيز قيم المحبة والسلام. 

الثالثة والأخيرة: عبّر جلالته عن فخره “بما تشهده صحافتنا الوطنية من تطور في استخدام التقنيات الحديثة في مجال الإعلام الرقمي، بشكل يتماشى مع روح العصر الحديث...”، وهذه الشهادة إذْ يعتزّ بها القطاع ويفخر، فإنها تؤكد بوضوح الحرص الشديد لدى القيادة الرشيدة، والقائمين على القطاع الإعلامي والصحف عموما، على مدى أهمية التكيف مع روح العصر ومواكبة هذه الطفرة الإعلامية الرقمية، لكن دومًا على أساس القاعدة المذكورة في الملاحظة الأولى: “حرية التعبير والكلمة المسؤولة”.

*كاتب تونسي ومدير تحرير مجلة البحرين الخيرية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .