إن الحديث عن التراث الثقافي حديث مختلف وفيه الكثير من الصور الجمالية التي تعكس أسلوب حياة المجتمعات، ولمعرفة المزيد عن هذا المفهوم فإنه يعني ذلك التراث الإنساني والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية، والسلوكيات والمناسبات الاجتماعية والممارسات التقليدية والدراية الفنية المرتبطة بالصناعات والحرف التقليدية، والفنون القديمة والكثير الكثير من الموروث الاجتماعي القديم لأي بلد، فالبحرين ولله الحمد غنية بشكل متميز بالتراث الثقافي الذي يعتبر جزءًا أساسيًّا من الهوية الوطنية، وهو العامل المهم في الحفاظ على التنوع الثقافي الذي يشكل عنصرًا حيويًّا في تعزيز الشعور بالانتماء للوطن، ولا شك أن هذا الإرث القيم المرتبط بتاريخ البلد يعد جسرًا مهمًّا يربط بين الماضي والحاضر.
فالمحافظة على الشكل التراثي الوطني أمر مهم للمجتمعات بشكل عام، وللمجتمع البحريني بشكل خاص، حيث إن هذا النموذج الأصيل يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للبلد، ويسهم بشكل كبير في رفد القطاع السياحي وتعزيز التنمية المستدامة، ويسهم في تعزيز الوعي والتفاهم بين الأجيال، ويمثل مصدرًا للفخر والاعتزاز الوطني. ولعلني هنا أستحضر ما يتم تقديمه على شاشة تلفزيون البحرين من برامج مثل مسايير والسارية، والتي حافظت على تقديم هذا الشكل البحريني الأصيل، فهذه البرامج تواصل تقديم الكثير من المعلومات القيمة للجمهور والمتابع، وتستضيف ضيوفًا من مختلف الحقول الاجتماعية نتعلم منها الكثير من تاريخ موروثنا العميق.
مثل هذه البرامج التلفزيونية التي تعرض علينا موروثنا البحريني والخليجي العريق، تمثل لنا الأصالة والعراقة النابعة من تاريخنا البحريني والخليجي، فكل الشكر لتلفزيون البحرين على تقديم مثل هذه البرامج التراثية الجميلة، والشكر موصول لكل فرد عمل وساهم ودعم هذه البرامج التراثية التي تحقق نقلة نوعية على طريق مسيرة التنمية الثقافية لأجيالنا القادمة والعمل على المحافظة عليها.