العدد 5999
الثلاثاء 18 مارس 2025
الحياة البرلمانية عن بعد
الثلاثاء 18 مارس 2025

 عندما تطرح الحكومة مشروعات الدولة، وحركتها النشطة في كل المجالات والأصعدة، والتطور والتخطيط، نلاحظ مظاهر تأثير متنوع تقوم به بعض الأسماء التي لم يحالفها الحظ في الفوز بمقعد في البرلمان، فتنشط في وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تعالج الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الدولة، وتحلل المشكلات وتقترح الظروف اللازمة لاتباع سياسة مادية، وتفعل كل ذلك بدون علم ومعرفة وثقافة، إنما فقط لإيجاد اتجاه نحو إدخالها في الحياة البرلمانية – عن بعد – بعد فشلها في الفوز والنجاح والحصول على ثقة المواطن.
ما إن أعلنت الحكومة الميزانية العامة للدولة للسنتين الماليتين 2025 – 2026 وحزمة المبادرات التي تستهدف تحقيق فوائض في الميزانية ضمن رؤية واضحة، حتى خرجت تلك الأسماء المستغلة غير المثقفة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت بغباء مناقشة مشروع الميزانية والثرثرة عن تقارير ودراسات ومرئيات وعن تطوير وعن تحسين، من أجل الإشارة إليها بأنها لا تزال تمتلك مؤشر الكفاءة والأفضلية، وأنها ستكون مع الناخبين حتى لو لم يختاروهم أيام الانتخابات، وهذه التصرفات من أجل أغراضهم الخاصة وجزء لا يتجزأ من محاولتهم العودة للوعود البراقة والشعارات الجذابة وخلق صورة مثالية بأنهم أصحاب خبرة في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي.
هؤلاء يخلقون ظروفًا ملائمة للضحك على الناس عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، معتقدين أنهم أبطال عملية التغيير وتحسين الجو ومواصلة المساهمة البناءة النشطة في هذا السعي. أحدهم – نائب سابق – لا يزال يحاول التأثير على الناس بالفخ والخداع ويطرح مواضيع بلا معنى أو فائدة حقيقية، وآخر تبوأ مركز الصدارة في اقتراح وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، فهو العارف الحاذق الفهيم. ليت هؤلاء يعلمون أن ما يقدمونه مجرد كوميديا استعراضية وتصوير لاضطرابات النفس والقلب.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية