لقد أصبح جهاز “سهل” المخصص لتوزيع أكياس النفايات المجانية على المواطنين، بطلًا يصعد ويرقى إلى منصة النجومية، بسبب الأعطال المتكررة وعجلته البطيئة في أكثر من مكان، وليست هناك أزمة بالنسبة للمواطنين من أصحاب الدخل المحدود بقدر أزمة شراء منتج مجاني توزعه الحكومة بسبب تقصير البلدية في صيانة هذه الخدمة الحيوية، رغم أن بلدية الجنوبية تحث المواطنين على التزامات معينة منها ضرورة استلام الأكياس من هذا الجهاز والحفاظ على الصحة والبيئة والمظهر العام، وكذلك التخلص السليم من المخلفات، لكن معظم الأجهزة في مختلف المواقع تكون خارج الخدمة أو خالية من الأكياس، ولو شاء المواطن الذهاب إلى مبنى البلدية مباشرة لأخذ الأكياس نظرًا لتلك المشكلة، سيرى التعقيد والتناقض والوعود، المبنى تحت الصيانة وأجواء ملحمية باهرة وكليشيهات وبطولات جاسرة من قبل بعض الموظفين.  

ويزداد هذا الوضع تفاقمًا بالنسبة لأهالي الجنوبية وتحديدًا في الدائرة الأولى والدائرة الثانية، وجهاز “سهل” التابع لمشروع رامز هايبرماركت يكون معطلًا باستمرار، وبكل أدوات التحليل والتقييم يعد رامز من الأماكن الأساسية التي يعتمد عليها أهالي المنطقة وبشكل يومي لتلبية احتياجاتهم الغذائية والمنزلية، ولا أذكر أن هذا الجهاز الموجود في رامز “وهو الوحيد للأهالي” اشتغل على المدى الطويل، إما خلل في البرمجة، أو عطل كهربائي أو في نظام التشغيل، ولا يرجع ذلك لشيء آخر غير التقصير والإهمال في الصيانة والمتابعة، وهي العقدة الوحيدة “الأعوص” في كتاب بلدية الجنوبية. العضو البلدي بالدائرة الأولى عبدالله دراج أخبرني أن العديد من أهالي مدينة عيسى يضطرون الذهاب إلى الرفاع لأخذ الأكياس، ومنهم كبار السن، وقد شاهدت أحدهم بعيني في لحظة يأس وتذمر واقفًا أمام الجهاز ويردد “شالحالة.. كله خربان، شيودينا الرفاع الحين”.

قد يقول قائل.. قيمة الكيس لا تتجاوز دينارًا واحدًا، فلماذا التعب وملاحقة “سهل”. أجيبه.. الدينار ينفث الحياة والحركة في أصحاب الدخل المحدود.