العدد 5935
الإثنين 13 يناير 2025
بلدية الجنوبية.. ماذا نفعل؟
الإثنين 13 يناير 2025

 في حياتنا اليومية نمارس دون أن نشعر ظواهر تمثيلية مختلفة، حين نسمر ويحكي أحدنا نكتة يتقمص خلالها أشخاصًا آخرين ويحاكيهم، وحين نوهمهم بأشياء لم تحدث، أو نحدثهم بغير ما نعتقده حقًّا، إلى غير ذلك مما نمارسه كل يوم ومارسته الإنسانية منذ أقدم عصورها.. وهذا ما قد ينطبق على بلدية الجنوبية التي لا تحتاج إلى برهان رياضي ليجعل من فكرة انتقال البائعين الجائلين وأصحاب الفرشات المخالفين من مواقف محلات رامز إلى المنطقة المحيطة بالكراجات وتطويقها بالكامل على طول الشارع حتى نهايته، فكرة بديهية.
 في السابق كتبت عن هذه المشكلة واعتبرني البعض أنني مثل القطار الذي يسير في اتجاه مضاد، وأن الحقيقة التي أبحث عنها ملتوية، وهذه “أرزاق ناس” بجميع العمليات الحسابية والخواص. فأبعدت نفسي رغم أنني مجبر على السير إلى الأمام ولا أستطيع العودة إلى الوراء، لغاية ما زارني صديق عزيز من الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في أيام الإجازة، وبينما كنا نسير بالسيارة، لاحظ الفرشات وتجمع الآسيويين، وطلب مني الاقتراب ليشاهد “السوق” كما كان يعتقد، لكن بمجرد ما اقتربنا، شعرت بأن لديه لغزًا يخاف من التعبير عنه. فقال: “أهذا مكان لبيع وتجميع الخردة؟”. لا يا عزيزي عبدالرحمن، هذه فرشات باعة جائلين فيها كل المهارات الإنشائية والصوتية. قال: “فرشات بهذا التنوع والشكل العشوائي؟”.. للأسف نعم.
هذا وجه من وجوه، لا أقول النقد، بل ملاحظة من أحد إخواننا الزائرين الخليجيين تتعلق بتشويه المشهد الحضري للمدينة والمنطقة. لقد رسم الخطوط الكبرى بسؤاله وملاحظته وختم لنا على بياض.. فماذا نفعل؟.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية