زيادة الوعي بقواعد السلامة المرورية في جملة توجيهاتها ولوائحها المُنظِمة لحركة المرور على الطرق والشوارع، وتعزيز المسؤولية الشخصية للسائقين وتحفيز احترام القوانين وتعزيز السلوك الإيجابي على الطرق، ما تهدف إليه جملة القوانين المرورية التي تلعب دورا مهما في تحقيق السلامة على الطريق بالتزام لوائح السلامة والامتثال لقوانين الطرق واتباع قواعد القيادة الآمنة، والحدّ من حوادث المرور عبر ارتداء حزام الأمان وتجنّب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة وترك مسافة الأمان ما بين المركبات، بعدما تسبّبت حوادث السير حول العالم - وفق أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية - الناجمة عن السرعة غير الملائمة إلى “ثلث” الوفيات التي تُسجل ما يزيد على مليون وفاة سنويا نتيجة تجاوز ما نسبته (50 %) من السائقين حدود السرعة المقررة.
السلوك الإيجابي على الطريق أحد المرافق العامة التي يشترك الناس في الانتفاع بها دون أن يتعرضوا فيه لبعضهم بالأذى والضرر الذي لا يتناسب مع الأساليب المتناقضة على “كسر” سرعات نقاط مراقبته، أو “رعونة” التجاوز لآليات ضبطه، أو “مشاجرة” سواقه الآخرين، أو “مزاحمة” أزقته الضيقة، أو “كبس” أبواقه المزعجة، أو “مصارعة” مُستخدميه بحركات الاستفزاز وكلمات الخدش أو غير ذلك، بل هو “إماطة” أذى الطريق باستيعاب حالاته المرورية بمضمون مفاهيمها وعلاقاتها ومعطياتها ومتطلباتها وحقوقها وواجباتها ومسؤولياتها ومنهجياتها وضوابطها وقواعدها وأسسها المرتكزة على الضبط الاجتماعي، وتفعيل منهاج التناصح وتوطين أرضيات المعالجة للسلوكيات الطائشة في الشوارع والطرقات التي أنهت أسرا وأغلقت بيوتا. (
نافلة:
تأكيدا على الالتزام بالسرعة والخضوع للمراقبة والشعور بالمحاسبة، وبعيدا عن تحصيل الإيرادات أو زيادة موارد المخالفات، قامت بعض الدول ومن أجل سلامة مستخدمي الطريق والحد من الحوادث المُميتة، بزرع كاميرات مراقبة السّرعة بنظام “Point To Point” الحديثة في عموم شوارعها العامة وميادينها الرئيسة، ويعمل هذا النوع من كاميراتها على حساب المدة التي تقطعها المركبات واحتساب السرعة لكل مركبة تدخل القطاع، ومقارنتها بحدود السرعة الفعلية التي يتم فيها تحديد المركبات المتجاوزة لحدود السرعة المبرمجة بالنظام، الذي يتولى مهمات التصوير والتسجيل لبيانات المركبات التي تقطع المسافة في مدة أقل من المسموح بها، وهذا بعد أن يعمد كثير من السواق – واقعا - لتخفيف السرعة عند اقترابهم من كاميرات المراقبة ثم يُعاودون زيادة سرعاتهم بعد تجاوزها بمسافات وهكذا، وهو ما زاد – للأسف - من فرص وقوع الحوادث البليغة وارتفاع الخسائر في الأرواح، وازدياد الإصابات الجسيمة والأضرار المادية وصولا إلى عواقبها الاجتماعية والاقتصادية السلبية.
كاتب وأكاديمي بحريني