تقترب اللحظات الحاسمة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم، وندرك تماما أننا أمام مفترق طرق، وأن الاحتمالات منحصرة في 3: طريقين صريحين “فوز” أو “خسارة” وثالثهم رمادي وهو “التعادل” الذي يمكن أن يكون في أحيان بطعم الانتصار وفي أحيانا أخرى بطعم الهزيمة، لكننا رغم ذلك نفضله على الخسارة الصريحة التي تجعلنا نخرج من المباراة خاليي الوفاض!
إلا أن الحديث عن التصفيات المونديالية، سواء عرج على الجولة المقبلة بمواجهتي الصين وأستراليا على التوالي يومي 14 و19 نوفمبر الجاري، أو عن المشوار الصعب المتبقي في هذا الاستحقاق سيكون مبني على الطموحات أكثر من أي شيء آخر، فنحن لا نشارك في هذه التصفيات لأننا نتوقع التأهل، وإنما لأننا نطمح في التأهل ونعمل على بلوغ المونديال ويمكننا القول إن محاولات مملكة البحرين الجادة في هذا الاتجاه بدأت منذ أكثر من 20 عاما، وهي مستمرة حتى اليوم!
وهذا ما يضاعف من حجم الضغوط على لاعبي منتخبنا وخصوصا عندما تكون المواجهات على ستاد البحرين الوطني الذي تزحف له الجماهير البحرينية بشغف الفوز والتقدم في معركة التأهل المونديالية التي صادف في مناسبتين أن يخرج منها الأحمر وهو على بعد خطوة واحدة فقط من بلوغ المجد الكروي الكبير الذي يتوق له الجميع، لذلك يبقى الأمل كبيرا في هذه التصفيات لأنها أعطت فرصا أكبر من ذي قبل، فبدل أن تحصل قارة آسيا على 4 مقاعد صار من حقها صعود 8 منتخبات بشكل مباشر، فضلا عن نصف مقعد تحسمه مباراة ملحق مع قارة أخرى. لذلك يرى غالبية الجماهير البحرينية، أن التصفيات تعتبر سهلة قياسا بالسابق، وعليه فإن الفرصة أصبحت أكبر لصعود المنتخب، ولكن الكثير من الجماهير أصيب بالإحباط عندما رأى نتائج قرعة الجولة الحاسمة من التصفيات والتي أوقعت منتخبنا في المجموعة الثالثة إلى جانب كلا من اليابان، استراليا، السعودية، ماليزيا، الصين، والمطلوب في هذه المجموعة أن يصعد الأول والثاني، فيما يحال صاحب المركز الثالث والرابع إلى تصفيات رابعة، ستكون غامضة.
في الختام، علينا أن ندرك أن التصفيات ليست سهلة، وبالتالي فإن “تشجيع الجمهور” مطلوب في هذه المرحلة وليس المطلوب “ضغط الجمهور”، لأن الفارق كبير بين الإثنين، الأول محفز والأخير محبط، ولا أعتقد بأننا في فترة تتطلب الإحباط خصوصا وأننا نطمح في الصعود إلى منطقة دافئة في الترتيب في سبيل استكمال محاولاتنا للتأهل للمونديال الذي ربما يرافقها الحظ وينطبق عليها الحكمة الشعبية المأثورة “الثالثة ثابتة”!