بتجربة شخصية أستطيع القول إنني حظيت بنهاية أسبوع مميزة، تعرفت فيها على احترافية العمل في تنظيم الجولة العالمية 3x3 لكرة السلة “منامة ماسترز 2024”، التي استضافتها مملكة البحرين في 1 و2 نوفمبر الجاري للمرة الثانية على التوالي، في موقعها المميز خلف مرفأ البحرين المالي.
وفي السنة الماضية لم أتمكن من الذهاب وتابعت الحدث من بعيد، لكن هذه السنة كان الوضع مختلفا تماما، لقد عشت البطولة بحذافيرها، ما جعلني استمتع بتجربة مثيرة، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، وهذا جل ما يتمناه الصحافي، أن يلقى التعاون والتقدير المناسب أثناء تغطية الأحداث الرياضية، من قبل الجهات المنظمة؛ لأنه في نهاية المطاف سوف ينقل ما شاهده إلى الناس، وكلما كان انطباعه جيدا كلما كان نقله للوقائع إيجابيا، وهكذا تسير الأمور في الرياضة وغير الرياضة على ما أعتقد!
قبل ذلك دعوني أتقدم في بداية الأمر بالشكر الجزيل إلى سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رئيس اللجنة العليا المنظمة لجولة البحرين 3x3، على كلماته الطيبة تجاه الإعلام، ودوره المهم في إنجاح الحدث، لقد كرر سموه هذا الكلام أكثر من مرة في تأكيد تقديره الكبير لدور الإعلام، وإدراكه العميق بأن النجاح لا يعني التنظيم فحسب، وإنما الانطباع الأخير. نعم الانطباع الذي سيتركه نجاح التنظيم على وجوه المشاركين والجماهير، وهذه الصورة هي التي تحدد ما إذا كانت النتيجة النهائية إيجابية أم سلبية.
أما بالنسبة لما لمسته من اللاعبين والجماهير الحاضرين في الفعالية، أعتقد أن الجميع كان مسرورا بالأجواء الرائعة، فالمباريات حماسية وساخنة، والمنطقة الترفيهية مشتعلة بالأنشطة والفعاليات الجاذبة للأطفال، لقد شاهدت الفرحة مرتسمة على وجوه الصغار وهم يلعبون كرة السلة، وغيرها من الألعاب الأخرى، كانت لحظات جميلة بالفعل أن تشاهد الجميع سعيدا ويحتفل، وهذا مكسب بحد ذاته، ويساهم في تنشيط السياحة مع هبوط درجات الحرارة واعتدال الجو في شهر نوفمبر.
لكن ذلك لا ينفي أيضا أن “منامة ماسترز 3x3” كانت فرصة لتحقق مملكة البحرين أكبر قدر من المكاسب، والاستفادة من الأضواء والزخم الإعلامي على البطولة المرصعة بنجوم كرة السلة، عبر بتنظيم بطولة محلية وبطولة خليجية على هامش الحدث الرئيس، وكأنها بطولات مساندة تضاعف الخيارات أمام الجماهير السلاوية، وتعطي انطباعا كما لو أنه مهرجان رياضي سلاوي يشعر به كل من اقترب من منطقة الفعاليات، بسماع صوت الموسيقى الحماسية الصاخبة التي ترفع هرمون الدوبامين!
ختاما، نتمنى أن تستمر هذه البطولة في التطور والازدهار، سنة بعد أخرى، ونشد على أيدي القائمين عليها؛ لأنهم أبدعوا في الاختيار والتنظيم، وأتحفونا بفعالية رياضية مفيدة على مختلف الأصعدة.