قبل أيام انتشر فيديو قصير تظهر فيه امرأة فلسطينية متقدمة في العمر تنتقد فيه الدول العربية إجمالا والخليجية خصوصا، وتتهمها بأنها لم تقم بواجبها تجاه غزة، وهو أمر مقبول لو أنها اكتفت بذلك وقالته بأسلوب لائق فهو حقها، لكنها للأسف قالت ما قالت بأسلوب الردح ووظفت كل ما يحتويه قاموس السب والشتم المتراكم لديها “للتعبير عن رأيها” الذي ملخصه أن واجب هذه الدول ترك كل شيء وتعطيل حياة شعوبها وتوظيف كل قدراتها لإنقاذ كل جهة تتخذ قرارا بمواجهة إسرائيل. من الذي قالته تلك المرأة.. إن أولادهم هم الذين يموتون في غزة بينما الناس في تلك الدول “فرحانين لأنهم جبناء و.. و..” وقالت “كنتم عربا رحلا ونحن الذين علمناكم القراءة والكتابة وكيفية ارتداء الملابس وكيف تتكلمون، المال هو الذي صنعكم وهمكم الدنيا والملذات ومصيركم الهاوية ويومكم قريب”.
كل الذين أرسلت إليهم ذلك الفيديو لأتبين ردود أفعالهم أبدوا انزعاجهم منه ورأوا أنه يعبر عن كثيرين من أمثال تلك المرأة، ولعل أهم تلك الردود هذا التعليق الذي وصلني من صديق خليجي حيث كتب “مسكينة هذه المرأة، عندها كأغلبية الشعب الفلسطيني أن واجب الدول والشعوب العربية التضحية بكل شيء من أجلهم وأن عدم القيام بذلك خيانة وانحطاط أخلاقي، وأن طريقة حماس في الصراع هي الطريقة الصحيحة، وأن صدام هو البطل الذي سعى إلى تحرير فلسطين، وأنه يجب على الخليج رغما عنه أن يصارع إسرائيل وأن الله سينتقم من هؤلاء البدو لأنهم تخلوا عن فلسطين. منطق عجيب، هم لم يصلوا إلى قناعة أن صراعهم مع إسرائيل ما دام الخيار عسكريا لابد أن تفوز به إسرائيل لأنها الأقوى عسكريا، وأن قضيتهم تظل قضية عادلة لكن مساندتهم لأي دكتاتور أو تنظيم إرهابي يسقط مبدأ عدالة القضية”، وختم “لقد تفنن الشعب الفلسطيني في الرهان بشكل دائم على الطرف الخاسر وتحويل الصديق والرديف إلى عدو”.