العدد 5847
الخميس 17 أكتوبر 2024
banner
جماهير إندونيسيا.. “be cool”
الخميس 17 أكتوبر 2024

منذ 10 أكتوبر الجاري وحتى يومنا هذا، تعيث “بعض” جماهير منتخب إندونيسيا الغاضبة فسادا على وسائل التواصل الاجتماعي.. سب وقذف وتهديد ووعيد لكل ما له علاقة بكرة القدم البحرينية. وكل هذا الهجوم الممنهج سببه أن محمد مرهون رفض خروج منتخبنا خاسرا في تلك المباراة المرتبكة!
ولست أدري هل تعرف تلك الجماهير الإندونيسية الغاضبة، معنى الروح الرياضية أم لا؟ وهل في كل مباراة لا يفوز فيها منتخب بلادهم ستكون هذه ردودهم على المنتخب المنافس؟ هل هذا يرضي الاتحاد الآسيوي والدولي؟!
قبل يومين فقط، كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن الوضع الأمني والنفسي للبعثة البحرينية عندما تصل إلى جاكرتا في المباراة الثانية مع إندونيسيا، وأي نوع من “العقاب” سوف تتعرض له بعد كل هذا السيل الجارف من الغضب والتهديدات.
المثير للعجب أن هذا الجمهور الإندونيسي ذاته هو من دعم لاعب منتخبنا الوطني عبدالله يوسف عندما خاض تجربة احترافية في جاكرتا، استقبلوه في المطار بالزهور، وكان عريسا في تلك الأمسية الصاخبة، لكن الأمور مختلفة الآن، فإخوتنا الآسيويون في الدين، يرفعون في الوقت الراهن شعار: “إن لم تكن معي فأنت عدوي”، وهي نظرة متغطرسة لا تمت للرياضة بصلة!
لذلك أقدر تماما مخاوف الاتحاد البحريني لكرة القدم التي عبر عنها في بيانه الأخير، وأشجعه على مخاطبة الاتحاد الآسيوي بشأن ما نتعرض له من ظاهرة عدوانية مقيتة بعيدة كل البعد عن الأعراف الرياضية والقيم التنافسية الشريفة، وأشجع الإصرار على نقل المباراة إلى أرض محايدة أو الحصول على ضمانات تحمي بعثتنا من أي سوء، وأن تقام المباراة في أجواء صحية وآمنة.
ويحسب لنا في مملكة البحرين، لاعبين وجماهير، أننا مثال للاحترام، فلم يصدر منا أي شيء مخالف للقيم والمبادئ عندما استضفنا المباراة مع إندونيسيا، التي تأتي في سباق محموم للتأهل إلى كأس العالم لكرة القدم، كما أننا لا نرغب في الانجرار إلى هذا المستوى الهابط من الاستفزاز والخروج عن الأخلاق، لذلك نحن نطالب الجهات المنظمة للتصفيات المونديالية أن تُفعل لوائحها وقوانينها بشكل صارم، حتى لا يعتقد أحد أننا نعيش في فوضى!
ختاما، لا نعمم ذلك على جميع الإندونيسيين، نحن فقط نتحدث عمن تورط في “الهجوم السيبراني” على المنصات الرقمية للاتحاد البحريني لكرة القدم، وإلى من شن حملة “العنف اللفظي” على لاعبينا وعلى وجه الخصوص “قاهر الإندونيسيين” محمد مرهون الذي سجل هدفين، كل واحد منهما أجمل وأثمن من الآخر، فكان ضحية الغضب غير المبرر من قبل بعض الجماهير المحسوبة على إندونيسيا، مع كامل الاحترام والتقدير لهذا البلد الإسلامي الكبير وإلى شعبه العظيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية