كنت من أوائل المطالبين بتحقيق نتيجة الفوز على إندونيسيا، لكن منتخبنا الوطني أرغمنا على قبول خيار التعادل بدلا من الخسارة، وهي نتيجة نتجرعها على مضض ونحن نخوض سباق التصفيات التأهيلية لكأس العالم 2026، الذي وضعنا في مجموعة حديدية تضم بين صفوفها اليابان والسعودية وأستراليا وماليزيا والصين. في اعتقادي، لم يكن منتخبنا جيدا أمام إندونيسيا، كما أنه لم يكن سيئا، ونتيجة التعادل الدراماتيكي تحسب له وفي ذات الوقت تحسب عليه، لكنها أفضل الخيارات السيئة، وطالما نجونا من الخسارة، فعلينا الاستمتاع بالفرصة الجديدة ومباغتة المنتخب السعودي في عقر داره!
هذا ما نطالب به الأحمر في هذه المرحلة؛ لأنه يخوض سباق جمع النقاط، وهذا يعني أن كل تعثر يعترض طريقه، يتوجب أن يعوضه في المواجهات المقبلة، سواء كان الفريق الخصم كبيرا أو صغيرا، وكما تعلمون أن أكبر صيد يسجل للأحمر حتى الآن هو “الكنغر الأسترالي”، ومنتخبنا يحاول أن يكرر الأمر أمام “الصقور الخضراء” التي ربما تكون ضحية “مفاجآت الأحمر المدوية”!
يستمد منتخبنا قوته في هذه المواجهة من ضفاف البحر الأحمر، وبينه وبين شقيقه الأخضر تاريخ حافل بالمواجهات، لم تكن غالبيتها تصب في صالح السعودية خصوصا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وهذا ما يعطينا لمحة تاريخية عن وجود حالات سابقة تمكن فيها منتخب البحرين من فرض هيمنته على نظيره السعودي والفوز عليه، ولا أرى أن المنتخب السعودي في أحسن حالاته مع المدرب الإيطالي مانشيني، الذي جدد الأشقاء الثقة به رغم الخسارة أمام اليابان. المواجهة مع المنتخب السعودي صعبة على الورق، وقد تكون نتيجة الفوز شبه مستحيلة، ولكن في الملعب ووفق المجريات الميدانية ربما علينا تغيير السيناريوهات المتوقعة في بعض الأحيان، خصوصا عندما يكون مسار الأحداث له تفسير منطقي، والأخضر السعودي يبحث عن فوز ساحق في هذه المواجهة ليعوض سقوطه المريع أمام اليابان في 10 أكتوبر، ولكنه يعلم أيضا أنه لا يضمن سيطرته المطلقة على مجريات الأحداث!
ختاما، المنتخب السعودي لديه دافع كبير للفوز، ليرضي جماهيره الغاضبة، ومنتخب مانشيني تحت الضغط، وهو معرض للانفجار إذا ما سارت الأمور خلاف توقعاته، وعلى منتخبنا الاستفادة من هذه المعطيات وتحويلها لصالحه؛ لأنه لو انهزم أمام الرغبة السعودية فإنه سيدفع الثمن غاليا، ولا أعتقد أن رصيدنا من النقاط قابل للاستنزاف، لذلك، سيبقى شعارنا في هذه المباراة الفوز أولا، والتعادل خير من الخسارة!