في عدة مقالات سابقة عالجنا التغيرات السكانية في مملكة البحرين عموماً، وسلطنا الضوء على محافظة المحرق خصوصاً لأكثر من (203) سنوات أي من 1820 - 2023م، سواء من خلال تقديرات عدد السكان في (1820 - 1932م) أو عبر التعدادات السكانية والإحصائيات السكانية الرسمية للفترة من (1941 - 2023م). ونلخص اليوم التغيرات الديموغرافية التي خبرتها البلاد من خلال التعدادات والأرقام الرسمية لـ (91) سنة منذ إجراء أول تعداد رسمي في البلاد ودول مجلس التعاون الخليجي في العام (1941م) إلى إحصائية عام (2023م)، ثم نتابع اليوم إلى العام (2032م) من خلال الإسقاطات السكانية للأعوام (2023 - 2032م) الصادرة عن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية، وهي تقديرات لإجمالي حجم السكان في المستقبل باستخدام منهجية “مكونات الأفواج” مع الأخذ بالاعتبار السيناريو الحالي وتحت افتراضات معينة وتم استخدام سكان يوليو (2020م) الفعلي كمعامل تصحيح لمراجعة الإسقاطات السكانية.
فمن ناحية إجمالي عدد سكان البحرين، أظهرت الإحصائيات الحكومية زيادة بلغت (1،969،030) وذلك من (89،970) إلى (2،059،000) لـ (91) عاما بمتوسط سنوي بلغ (21،637.7) نسمة، للفترة (1941 - 2032م)، وبمعدل نمو سنوي قارب (24 %)، علماً أن الزيادات للفترات من (1941 - 1965م) أي قبل استقلال البلاد لم تتعد (92،233) من (89،970) إلى (182،203)، أي بأكثر من (102 %) وبمعدل سنوي متوسطه بلغ (4.25 %) أي (3،843) نسمة كل عام، أما التغير لفترة ما بعد الاستقلال وزيادة الدخل القومي والنشاط الاقتصادي والعمراني بدأ تدفق الأيدي العاملة غير البحرينية للتنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية، وهي الفترة من (1965 - 1990م)، فقد فاقت معدلات نموها (320،819) نسمة من (182،203) إلى (503،022) حيث تخطى إجمالي عدد السكان نصف مليون نسمة لأول مرة، وذلك في مستهل عقد التسعينيات من القرن العشرين (1990م)، مسجلاً معدل زيادة بلغت (176 %) أي بمتوسط سنوي (7 %) تقريباً وهو أكبر من مثيله في الفترة (1941 - 1965م). أما في الفترة (1990 - 2020م) فقد تعدى كل عدد سكان البحرين مليونا ونصف المليون أو (1،501،000) نسمة من (503،022) بزيادة قاربت على المليون نسمة أو (997،978) بمتوسط سنوي بلغ (33،265.9) نسمة وبمعدل سنوي (6.6 %). ونتابع.
* كاتب بحريني