العدد 5834
الجمعة 04 أكتوبر 2024
ضرورة وأهمية تسجيل العلامات والأسماء التجارية
الجمعة 04 أكتوبر 2024

يجب الاهتمام بتسجيل العلامات والأسماء التجارية في السجل المعد لذلك وفق القانون. ومن الشروط القانونية الأساسية للتسجيل، ضمن شروط أخرى، عدم تطابق أو ازدواجية الأسماء بمعنى أن يكون الاسم “فريدا وحيدا لا مثيل له” وقائما بذاته، وعليه فإن من قام بالتسجيل أولا يمنح الحماية القانونية التامة ولا يعطي هذا الحق لطرف آخر.

وفق تقارير المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الوايبو”، وهي المنظمة الأممية المعنية برعاية الحقوق والممتلكات الفكرية بما فيها حقوق المؤلفين وبراءات الاختراع والعلامات التجارية، فإن المنازعات القانونية على حقوق براءات الاختراع والأسماء والعلامات التجارية في ازدياد وهناك العديد من القضايا أمام هيئة التحكيم الخاصة بمنظمة الوايبو. وأيضا هناك منازعات عديدة على الأسماء والعلامات التجارية أمام المحاكم في مختلف، الدول وهي قضايا مكلفة وتحتاج لمتابعة لصيقة.

إذا استوفى الاسم أو العلامة التجارية الشروط القانونية يتم التسجيل لسبغ الحماية ولمنع الآخرين من تسجيله؛ حتى لا يتم تضليل الجمهور. والمنازعات القانونية في ازدياد؛ لأن هناك من يحاول سرقة مجهود الآخرين واستغلال الشهرة التجارية وحسن سمعة الاسم أو العلامة التجارية؛ لتحقيق مكاسب لمصلحتهم على حساب صاحب الاسم الأصلي الذي سكب عرقا وفكرا ومجهودا متواصلا حتى وصلت سمعته التجارية إلى أعلى الآفاق ونالت استحسان كل الجمهور من “الذواقة” والمستهلكين.

وعندما يصل الوضع إلي مرحلة من التشابه في الأسماء لدرجة اختلاط الأمر على المستهلك العادي في ظروف الشراء العادية، فإن الحماية تمنح لصاحب التسجيل الأول وليس لصاحب الطلب اللاحق الذي يسعى لتدليس أو إقناع المستهلك بأن ما يقدمه هو البضاعة التي ظل يتعامل معها منذ فترة طويلة، وأنها سبق أن حازت إعجابه ورضاه التام، ولذا قام بالشراء وهو لا يدري أنه يتعامل مع بضاعة جديدة لم يجربها من قبل ومع منتج جديد لا يعرفه ولم يسبق التعامل به أو معه، ولمنع حدوث مثل هذا اللبس يتدخل القانون لمنع التدليس والغش وإعطاء الحماية القانونية لمن سبق في التسجيل ونال الشهرة التجارية عن استحقاق وجدارة.

هناك قضايا ضد من يحاول استخدام علامات أو أسماء الشوكولاته أو الساعات السويسرية الشهيرة أو أسماء الأجبان الهولندية أو العطور الباريسية أو اسبيرات السيارات اليابانية الأصلية وخلافه، وهؤلاء يقصدون إحداث التشابه الذي قد يكون مثلا في الشكل كشكل علبة الكوكاكولا أو في الاسم كاسم “مرسيدس” أو في الكلمات ككلمة “الأوربي” أو الحروف كحروف “م خ ا” أو الرموز كرمز “الهلال” أو الرسوم كرسم “القلب والسهم” أو الروائح أو الصور أو النقوش أو التغليف أو الألوان أو الحركات أو المزيج من بعض هذه المسميات أو الأشكال الفنية والهيئات... إلخ.

وهناك مثلا قضية مشهورة بين اليمن وشركات البن العالمية لاستخدامهم اسم “مخا” وهو اسم يرجع أصله لليمن وليس لموطن الشركات التي تستخدمه. ونفس الصراع بين شركات التبغ في شكل تغليف العلب والمذاق والرائحة ونفس الصراع بين شركات العطور وأدوات التجميل في الرائحة والشكل، وكذلك انتقل الصراع بين منتجي السيارات في انسيابية الشكل والدزاين مما يصعب معه التفريق إلا بعد التدقيق، خاصة سيارات رياضة السباق... وهكذا فإن هناك من يعمل لحدوث هذا التشابه التضليلي ولكن المحك هو وجود التشابه أو الخلط الذي يؤدي فعلا لحدوث التضليل واللبس لدى المستهلك العادي في الظروف العادية وإذا تقرّر عدم وجود هذا اللبس التشابهي أو “التشويش الفكري” فيجوز السماح بتسجيل الاسم أو العلامة التجارية.

وننصح كل صاحب اسم أو علامة تجارية الإسراع في تسجيلها، وفق الضوابط القانونية، وبهذا سيعمل لحماية ولضمان حقوقه وحقوق من يشملهم برعايته. ولا تفرطوا في حقوقكم.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .