تتطلع جميع شعوب العالم في اليوم العالمي للسلام لغدٍ أفضل، وحياة في مستوى التطور الحضاري الذي يستحقه الإنسان، فقد أعطى الله الإنسان روحًا ليملأها معرفة وفهمًا ومهارة، فالمعرفة والمهارة ركيزتان للإنتاج، الإنتاج الذي يغذي الإنسان ويحييه، لا يقتله ويدمره، والمعرفة تمكن الإنسان من استخدام موارد الأرض لأجل الحياة والبقاء لا للتدمير والفناء، وباستخدام عِلمه وذكائه لتطوير الحياة ومنتجاتها، ولكي يجعل من الأرض مسكنًا لائقًا للعائلة البشرية كلها، لا لتجويعها وهلاكها، فبتقدم التكنولوجيا تتحسن حياة الإنسان ويَتغير العالم، ويَتحسن نظام المجتمع البشري، وينتشر السلام بين الشعوب، فبفضل التكنولوجيا والتقدم العلمي والتقني وجد الإنسان العلاج للكثير من الأمراض، وسهلت الحياة، ومن جانبٍ آخر تمكنت التكنولوجيا العسكرية من قتل الكثير من الشعوب، وحرق وتدمير العديد من القرى والمدن في العالم.
تحتفل دول العالم في 21 سبتمبر من كل عام باليوم الدولي للسلام، وهذا العام سيكون تحت شعار "معًا نحو سلام مستدام"، فالسلام يحمي الأرواح من شرور الحروب والجوع والأوبئة، وهو أساس التنمية ويقضي على المعاناة الإنسانية، ويُعزز حقوق الإنسان، وينهي الخلافات، ويُشجع على الحوار بين الدول والأفراد وبين مختلف الثقافات البشرية. والسلام مطلوب أكثر في ظل التحديات التي تواجه العالم، من النزاعات والصراعات وتكاثر التطرف والكراهية، وهي مناسبة وطنية ودولية لنشر ثقافة السلام بين الدول والشعوب. وتدرك الشعوب والدول المحبة للسلام أن السلام ليس مجرد هدف تطمح إليه، بل هو مبدأ يتطلب الالتزام المستمر، من أجل استقرار وازدهار المجتمعات، وتعزيز التعاون الدولي والتفاهم المتبادل بين الدول والأفراد والثقافات، والروح الإنسانية قادرة على تجاوز كل الخلافات والانقسامات، ورسالتها التي تتبناها هي رسالة حُب وتسامح، تعبر عن تطلعها لمستقبل أكثر إشراقًا وعدالة، وستكون الإنسانية في أبهى صورها عندما تتوحد وتعيش في سلام. رافعين أكفنا بأن يعم السلام قلوب البشر، حالمين بعالم يسوده الحُب والتفاهم، عالم يستطيع فيه كل إنسان أن يعيش بكرامة وسلام.