الديمقراطية إحدى القِيم الأساسية للمجتمع، وجزء أصيل من الحقوق الإنسانية، ومسار لرسم السلام والتنمية، وزاد لتقوية مؤسسات المجتمع المدني، وتناضل شعوب الأرض من أجل إرساء القواعد الديمقراطية الصحيحة في بلادها. وقد بدأ ميثاق الأمم المتحدة بكلمة “نحن الشعوب” التي تعكس المبدأ الأساسي للديمقراطية.
وتوفر الديمقراطية بيئة تحترم حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، وتجعل أفراد المجتمع يمارسون حقهم في صناعة القرار الوطني، وبمحاسبة الفاسدين والمتلاعبين بالمال العام، وتقضي الديمقراطية على التمييز ضد المرأة، وتمكن المرأة من ممارسة حياتها، وتساهم الديمقراطية بإيجاد نظام تعددي للأحزاب الوطنية والقومية وتأسيس منظمات المجتمع المدني.
تجسد الديمقراطية إرادة الشعب بسيادة القانون، وتوفير الشفافية والمساءلة في الإدارات العامة، وتهيئة وسائل للإعلام تتسم بالاستقلالية والحرية والتعددية، وتحديث الإدارات جزء لا يتجزأ من مبادئ الديمقراطية وتمتين قدرتها على مكافحة الفساد.
تحتفل الأمم المتحدة وأعضاؤها باليوم العالمي للديمقراطية في (15 سبتمبر) من كل عام، وفي هذا اليوم تقوم الدول باستعراض حالتها الديمقراطية، ولا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية حقيقية إلا من خلال المشاركة الشعبية الجامعة والمساندة الوطنية الكاملة من قبل المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني. والاحتفاء بهذا اليوم يهدف إلى تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بها، فالديمقراطية السبيل الوحيد لممارسة حق التعبير وفقًا للمادة (19) من مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
تدرك الشعوب بأن أصواتها ذات قيمة وأهمية، فالمواطن المتحصن بالمعرفة والمشاركة الفعالة يعلم قيمة صوته في عالم تتعرض فيه الديمقراطيات للتهديد والتحديات كالصراعات والحروب وتغير المناخ والاضطرابات المالية وانعدام الأمن الغدائي والهجرة وندرة المياه.
كاتب وتربوي بحريني