المهمة التقليدية للمسرح هي بحث درامي إنساني شامل للكشف عن العالم والإنسان، ولتعميق التفاعل بين الجمهور وبين فكرة معينة، وهذه المهمة التقليدية للمسرح بدأت تقوم بها وسائل تعبير أخرى، وربما حققت نجاحا أكثر بسبب امتلاكها وسائل غنية، فالسينما والتلفزيون أصبحا اليوم أكثر قدرة على الإثارة والوصول إلى الجمهور.
ينطلق اليوم في العاصمة السعودية الرياض مهرجان المسرح الخليجي في دورته 14 بعد توقف دام أكثر من 10 سنوات، وكلنا أمل أن يعكس هذا المهرجان الذي لطالما انتظره المسرحيون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تطلعات وهموم الفنان الخليجي، وأن يكون أرضية مشتركة لتجارب جادة حقيقية من أجل مستقبل أفضل لهذا الفن العظيم، والذي استطاع بفضل جهود المحبين ورغم كل العقبات التي صادفته أو وضعت في طريقه أن يستمر وينمو ويتطور، ويسير سيرا فيه حيوية ورغبة أكيدة في التطور عاما بعد عام، وأن يجد على الأقل أرضية مشتركة للبحث والعمل لدى المسرحيين في دول الخليج، وأن يساعد في تحديد المشاكل التي تحوم دون تقدم المسرح الخليجي، والندوة الرئيسية في المهرجان ستكون بعنوان “البنية الأساسية للمسرح في دول مجلس التعاون الخليجي”، وهي ندوة مهمة شكلا ومضمونا، ونتمنى أن التوصيات التي سيتخذها المسرحيون الخليجيون في نهاية المهرجان تجد طريقها للتنفيذ.
ومن المهم بالنسبة للفرق الأهلية الخليجية المشاركة في المهرجان أن تتبادل النصوص المسرحية والخبرات والمخرجين والممثلين، مع تنظيم زيارات متبادلة فيما بينها، بل والتفكير في عمل مسرحي مشترك، وطبع المسرحيات المحلية والمترجمة، فهدف المسرح كما يقول “بريخت” نشر المتعة والمعرفة.
ليعطينا مهرجان المسرح الخليجي الشطر الآخر المكمل من الإبداع.
*كاتب بحريني