العدد 5768
الثلاثاء 30 يوليو 2024
banner
المبالغة في قدرات الحوثيين مضرة
الثلاثاء 30 يوليو 2024

والمضرة هنا ليست لليمن وحده وليست للحوثيين وحدهم، لكن لفلسطين والمقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، ولما صار يعرف بمحور المقاومة، ولأمن المنطقة واستقرارها ومستقبلها، فما يقوم به الحوثي في ظل عمليات النفخ في قدراته والمبالغة في عزمه ورجولته يؤدي بالضرورة إلى كل ذلك، والدليل هو الرد الإسرائيلي الغاضب على المسيرة التي أرسلها إلى تل أبيب، والذي جاء خلال 48 ساعة فقط، وأريد له أن يكون على الطريقة الهوليوودية لتوصيل رسالة مفادها أنه يا أهل المنطقة انتبهوا وخذوا حذركم واعملوا مفيدا قبل أن يأخذكم الحوثي إلى ما لا يحمد عقباه. وهذا يعود بنا إلى دائرة القول إن إسرائيل تمتلك - بما يوفره لها معينوها ومؤيدوها والمتحالفون معها وخصوصا الولايات المتحدة - ما يمكنها من تدمير اليمن وتدمير كامل المنطقة.
التصفيق الذي يصم الآذان كلما أقدم الحوثي على أسر أو ضرب أو إعاقة سير سفينة في البحار التي يتواجد فيها ينعش القلوب ويفرحها، لكنه يعود بالأذى على اليمن وفلسطين والمنطقة، فالرد الذي يهدد به الحوثيون إسرائيل على ذلك الرد لا يمكن أن يمر من دون رد ليعود الحوثيون بالرد عليه فتشتعل المنطقة ويصير الجميع في حالة حرب لا نهاية لها. ما يقوم به الحوثيون لا يمت إلى الحكمة اليمانية بشيء، ولا يعبر عن استراتيجية عاقلة ويسهل على البعض تصنيفه في باب “الفشخرة”، ويظل تأثيره على إسرائيل محدودا، فهناك الولايات المتحدة وغيرها التي بدأت القيام بعملية الردع نيابة عن إسرائيل لتتمكن من مواصلة الحرب في غزة ولبنان.
المبالغة في وصف قدرات الحوثيين ليست في صالح فلسطين والمقاومة، ودخولهم في هذا المعترك لا يفيد اليمن، إنما يوفر الأسباب والظروف لتدمير المدمر منه، والأكيد أنه لا يفيد كل الذين يصفقون اليوم للحوثيين ويعتبرون ما يفعلونه مثال الشهامة والبطولة، أما قول الحوثيين إنهم ظلوا ينتظرون اللحظة التي يكونون فيها في مواجهة إسرائيل وجها لوجه فقول ناقص القيمة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .