العدد 5761
الثلاثاء 23 يوليو 2024
الكلام الجميل لا ينفع غزة وأهلها
الثلاثاء 23 يوليو 2024

سلسلة المقالات التي نشرتها هنا أخيرا عن غزة وما يجري فيها وعن المقاومة والحرب الدائرة مع إسرائيل منذ أكثر من تسعة أشهر قرأها البعض قراءة ناقصة فقرر أنها تؤثر سلبا على المتلقي الذي يشجع ويؤازر القضية والمقاومة وأهالي غزة. هو استنتاج خاطئ ولا شك، ولو أن ذلك البعض لم يتعجل وقرأ ما بين السطور جيدا للاحظ أنني إنما ظللت أعبر عن الواقع وأقول ما ملخصه أنه لا بأس من أن نحلم ونفرح ونصفق للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ومسانديهما، لكن علينا أيضا ألا ننفلت عن الواقع حيث نتائج المواجهات الدائرة منذ أكتوبر الماضي لا تأتي من خارجه. عبر تلك المقالات دعوت وبوضوح إلى النظر إلى الأمور وتحليل الأحداث استنادا إلى الواقع وليس إلى الأمنيات والآمال والأحلام، فكلنا نتمنى ونأمل انتصار أهل غزة وكلنا نحلم بهزيمة إسرائيل، لكن الواقع يقول أمورا أخرى علينا ألا نتغافل عنها كي لا ننصدم بالنتيجة كما انصدمنا من قبل.
تقديري أنه لا يوجد بحريني أو خليجي أو عربي أو مسلم - أيا كانت نظرته إلى الأمور وأيا كان موقفه من منظمة حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية – يمكن أن يقف إلى غير جانب الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي ويتمنى انتصار الفلسطينيين على إسرائيل وبلوغهم ما يتمنونه، لكن علينا أيضا ألا ننفلت من الواقع ونحلق بالأحلام، فما يجري حرب وجود بين إسرائيل التي تمتلك من القوة الكثير ولديها من يساندها ويدعمها بسخاء وأولهم الولايات المتحدة التي لم تتوقف عن مدها بالأسلحة قبل حين إلا لتستأنف القيام بهذا العمل ولكن بسخاء أكبر، وكذلك تفعل بريطانيا وألمانيا وفرنسا والعديد من الدول التي لها رأي وموقف مختلف من حماس والقضية الفلسطينية وتتعامل مع الواقع كواقع.
التمسك بالأمل والتعبير عن الأماني من دون الابتعاد عن أرض الواقع هو ما دعوت وأدعو إليه ومعي كثيرون، فليس الكلام الجميل والمجامل هو الذي ينفع غزة وأهلها.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية