حرص جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه على ضمان حرية التعبير عن الرأي، وكفل ذلك من خلال الميثاق والدستور والقانون، وفتح جميع الأبواب للحرية والمسؤولية للمواطنين والمقيمين، حتى دخلنا مرحلة جديدة من العمل الوطني تهدف لمشاركة جميع الأطراف وتسعى للعمل يدا بيد لتحافظ على مصلحة الوطن ومكتسباته، وحث جلالته في كل خطاباته على كفل الحريات لتتلاءم مع المشروع الديمقراطي الإصلاحي.
للأسف نحن نعيش اليوم في معركة بين الرأي البناء، والاستعراض الذي يلوث فضاء الحريات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يسببه أي قول بذيء أو مهين أو جارح أو تحريضي باستغلال هذه الوسائل بشكل غير لائق ونشر الكذب والفتن والمغالطات السيئة والشائعات، حيث يجب الحذر من بعض هذه الوسائل التي تستخدم كمدخل للتفرقة وبث السموم أو التفاخر والرياء الذي يعود بالسلب على المجتمع، إن أثر هذه الوسائل على المجتمع عند استغلالها بشكل مسيء لا يقل عن الإرهاب، فكلاهما يقودان إلى تقويض الاستقرار. لقد تبلورت بعض الظواهر المناقضة لمسيرة الديمقراطية والحريات، وتتطلب منا وقفة لمعالجتها قبل تفشيها، باستغلال وسائل التواصل بشكل هدام، يشحن محيطنا بمحتويات ركيكة وأفكار ضالة ومعلومات تهكمية مغلوطة، سلوكيات عدوانية يجب محاربتها ومنعها من تلويث فضاء الحريات، فقد حولوا وسائل التواصل إلى مراقص وتهريج واستعراض أو منابر لتصفية الحسابات، يجب توجيه المجتمع ووضع الأمور في نصابها الصحيح ومحاسبة كل فرد يستغل وسائل التواصل لنشر الفساد أو التخفي خلف أسماء مستعارة تنطق بالباطل وتنتهك الأعراض وتنشر الشائعات، فلنقف لهم بالمرصاد ليكونوا عبرة لغيرهم، ولنحمي مجتمعنا من التفكك والانهيار والفتن.
* كاتبة بحرينية