قد نطرح تساؤلًا يدور في بال الشريحة الكبرى من المواطنين والمقيمين وكل القطاعات، لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها، حيال ظاهرة ازدحام المرور الذي انتقل من وضعية “الازدحام” إلى “الاختناق” في معظم شوارع بلادنا، والتساؤل هو: هل هناك خطة واضحة المعالم لوضع حلول، أو على الأقل لتخفيف حدة ازدحام المرور؟ وما مداها الزمني؟
في الواقع، نحن على ثقة كبيرة في المجلس الأعلى للمرور برئاسة معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، لتركيز الاهتمام على إيجاد خطة عمل استراتيجية تقوم على دراسة الوضع الراهن، وفي الوقت ذاته تستقرئ التنبؤات والتقديرات لجهة صياغة الحلول، بمشاركة ممثلي المجلس من كل وزارات وأجهزة الدولة، وفي أعلى المرئيات: العمل إلى إزالة التأثيرات العكسية لازدحام المرور على النشاط الاقتصادي.
وإضافة إلى ذلك، هناك جهد بذل في إجراء المسوحات لاستقراء مؤشرات حركة المرور، ودراسات وتقارير مرورية تستند إلى أوضاع شبكة الطريق في كل المحافظات، ولذلك فلغة الأرقام هنا تتكلم، وهذا مرتكز مهم لتقييم الوضع الراهن وتنبؤات المستقبل.. على سبيل المثال لا الحصر، فالتحقيق الذي نشرته “البلاد” أخيرا بعنوان: ”ازدحامات المرور في البحرين.. الجروح المفتوحة”، تطرق إلى أن هناك 13 من الطرق الرئيسة يتجاوز حجم الحركة فيها طاقتها الاستيعابية في أوقات الذروة، كما أن هناك 18 من الطرق الرئيسة والفرعية التي تم قياس سرعتها، تبين أن السرعة فيها تقل بكثير عن السرعة المستهدفة لتلك الطرق، ما يقلل من انسيابية حركة المرور، وحدد التحقيق الشوارع بالاسم.
وبلغة الأرقام نحو استشراف المستقبل، تشير بيانات وزارة الأشغال إلى أن مشروعات تطوير الطرق كلفت العام الماضي 2023 ما قدره 33.7 مليون دينار، مضافا إلى ذلك تصنيف 4 حزم من جانب الوزارة لتطوير الشوارع والطرق، بما يتلاءم مع التوسع العمراني وازدياد أعداد المركبات، تبلغ قرابة 48 مشروعًا، علاوة على أن هذه المشروعات تستغرق بين عامين و5 أعوام بتنوعها بين توسعة للشوارع، أنفاق، جسور وغيرها، وهذا عمل ضخم دون شك، إلا أن هناك حاجة لحلول إجرائية تنظيمية في الوقت الراهن، خصوصًا في المواضع ذات الاختناق الشديد.
ولعل من المناسب اقتراح حملة إعلامية يشرف عليها المجلس الأعلى للمرور، لتوعية جمهور المواطنين والمقيمين بجوانب مهمة، منها التعريف بأشد أوقات الذروة ازدحامًا ومواقع تنفيذ المشروعات والطرق البديلة، ورفع وعي الجمهور بالتعاون والالتزام بالأنظمة والقوانين، وتوظيف الصحافة والتلفزيون والإعلام الرقمي، للوصول إلى أكبر شريحة من مستخدمي الطريق.