في قمة الروعة والإحساس والحماسة والمضمون والأبعاد، قصائد شاعر البحرين المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة (طيب الله ثراه)، فـ “لقب عاشق أوال” يضعه في مقام أبرز أبناء البحرين الذين يصفون ببلاغة وبراعة ارتباط أبناء البلد الكريم بتراب وطنهم، ومن تلك الأبيات الخالدة:
أوال معقل العليا وأرض
بها نبغت لدى الجلى الرجال
بها قوم إذا وثبوا لمجد
تحقق من وثوبهم المحال
تتعاقب الدهور وتتوالى الأزمنة وتتغير، إلا أن مملكة البحرين، ملكًا وحكومة وشعبًا، تجسد ذلك الارتباط المقدس بين البحرين وشعبها.. ذلك الشعب الذي بذلت سواعد أجداده وآبائه منذ عهود الغوص واللؤلؤ، والتي تشهد لها البحار بالشموخ والبذل، إلى عهد النفط واكتشاف النفط، والذي تشهد لهم فيه مشروعات كبرى تاريخيًا كإنشاء خط (التابلاين)، إلى العهد الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، والذي حقق فيه أبناء البحرين انطلاقة نهضوية حديثة.
وما أبلغ الوصف الذي شرفنا به حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في كلمته السامية بمناسبة مرور 25 عامًا على تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، حيث نوه بأن “مسيرة البناء والتطوير تتواصل بذات العزم الوطني لخدمة مملكتنا العزيزة وحمل أمانتها العظيمة، والتي قطعنا من أجلها، أمام الله، عهدًا موثوقًا بأن تبقى نموذجًا متحضرًا، ووطنًا متقدمًا يفخر بكفاءة أبنائه وبناته، ويعتز بسعيهم المخلص لعلو شأن البحرين وصون كل ذرة من ترابها الوطني”.
البحرينيون يتفردون بمنظومة مبادئ عظيمة في الانتماء والولاء، والبحرين تعتز بأبنائها، ولهذا فحين نقول “البحرين.. للبحرينيين”، فذلك من مقام أجمل الأوسمة من الوطن لأهله، ونستذكر تعبيرًا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في هذا السياق، وهو تعبير بليغ للغاية بقوله: ”المواقف الوطنية التي يبديها أبناء البحرين تؤكد ثباتهم على المبادئ الراسخة لهذا الوطن العزيز ووحدة أهله”، فأبناء الوطن نشأوا وترعرعوا على نهج الأجداد والآباء في الحفاظ على “المبادئ البحرينية العريقة”.
الحاضر شاهد، والمستقبل واعد، والإجماع الوطني ثابت في ترجمة “البحرين للبحرينيين” لأنهم مصممون على المضي في تحقيق الإنجازات الرائدة والنهضة العصرية لبلادهم، وفق توجيهات ملك البلاد المعظم ورؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فبوصلة كل الجهود تتجه نحو تحقيق تطلعات شعب البحرين الوفي.