لا ريب أن عودة ماكلارين للصدارة في هذا التوقيت تعكس الاستراتيجيات الجيدة التي تتخذها “ممتلكات” في استثماراتها وتعزيز ودعم الشركات التي تستحوذ عليها. ويعد فوز فريق شركة ماكلارين بالمركزين الأول والثاني في سباق جائزة المجر الكبرى بسباق فورمولا 1 في المجر، ضمن بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، هو فوز لمملكة البحرين من دون شك.
بهذه المناسبة، وتأكيدا على أن الأمر لم يأت مصادفة ولا ضربة حظ، كان قد حكى واحد من عشاق لعبة فورمولا 1، المصري تامر شيرين شوقي، قصة لطيفة مع أول بطولة للسباق العالمي أقيمت في البحرين، يقول: سنة 2004 كان أول سباق سيارات فورمولا 1 في الشرق الأوسط، وكان في مملكة البحرين في يوم لا يمكن نسيانه لتاريخه المميز، وهو (04/04/04).
وتابع: طلب مساعدتي أحد أصدقاء العمر، كان لديه شركة في البحرين لها علاقة بالتنظيم المروري هناك، فتم إرساء مسؤولية رفع أي سيارة سباق تتعطل إلى شركته، وكذلك تنظيم طرق الدخول والخروج (بمساعدة مسؤول من الاتحاد الدولي للسيارات).
أيامها - يضيف تامر - كنت مدمنا لسباقات الفورمولا 1 بدرجة احترافية، بما يعني الفهم الجيد لها، مع حفظ التاريخ كاملا، وعلى اطلاع كامل بالتطورات الرياضية والميكانيكية لها..
وبعد أن يصف تامر شعب البحرين بما هو أهله، من أنه طيب مصداقا لما سمعه عنه قبل أن يسافر، وكما يصف الجميع شعب البحرين، يبدي تامر شوقي ذهوله مما رآه ولم يتوقعه، حيث طالع حلبة سباق على أعلى مستوى، ولم يكن ذلك مبعث دهشته الوحيد، بل ازدادت دهشته وإعجابه بالمملكة وشعبها، كما يقول، حينما بدأ العمل وتجارب التشغيل، بمساعدة مجموعة متطوعة من أبناء المملكة يصفهم بقوله: شباب وشابات “زي الفل” للأمانة..
وحين حان وقت إجراء تجارب إزاحة الحوادث وتسليك الطرق من عربات السباق الحقيقية.
طلب من مندوب (FIA) الاتحاد الدولي (إرسال نموذج لسيارة فورمولا 1، حقيقية، لكي يتمرن الشباب عليها).
وبالفعل أرسل عربة قديمة من سنتين لفريق كان اسمه جوردان.. أذهلت الشباب الذين تصوروا أنها سيارة تشبه السيارات العادية، أي ذات أبواب وكراسي وغيرها، ليفاجأوا بأنها أشبه بالسرير، منه للسيارة، كما أن مقود القيادة نصف دائرة.. نجحت البحرين وقتها في تنظيم سباق عالمي فاخر، وكالمتوقع، كسب مايكل شوماخر..
ثم تكررت التجربة في العام التالي، سنة 2005 لنفس السباق ولنفس الشركة ولنفس الهدف..
بطولة يصفها تامر شوقي بأنها كانت الأمتع، حيث ظل لأسبوعين يتابع الشباب البحريني وهم يقومون بكل شيء، دون حاجة لمساعدة، بعد أن صاروا محترفين في التنظيم الممتاز..
تؤكد تلك الواقعة أن فوز ماكلارين لم يأت من فراغ، بل نتاج رؤية وتخطيط وجهد وتعليم وتدريب، لوضع اسم المملكة في صدارة البطولات العالمية، لتواصل “ممتلكات” جهودها في مجال الابتكار وتعزيز الأداء وتجسيد روح التميز والعمل الجاد والتصميم الذي يتميز به فريق ماكلارين، والذي ساهم في تحقيق النجاح الأخير، ولتحقيق التميز في واحدة من أكثر رياضات السيارات تنافسية في العالم.