تعني كلمة النوخذة، كما يعرف معظم أبناء الخليج، قائد السفينة، يبشّر المعنى، وهو أيضا اسم لحقل النوخذة النفطي المكتشف أمس في الكويت، بقيادة سفينة النمو والتطور الهائلة للاقتصاد الكويتي وسوق النفط العالمي ومنطقة الخليج بأكملها. وأعلنت مؤسسة البترول الكويتية عن اكتشاف نفطي وغازي كبير في حقل النوخذة البحري الواقع شرق جزيرة فيلكا، ويقدر حجم الاكتشاف بنحو 3.2 مليار برميل نفطي مكافئ.
ورأى خبراء بشؤون النفط والطاقة أن هذا الاكتشاف يعزز خطط الكويت لتعزيز مكانتها كمنتج عالمي موثوق للنفط والغاز، مع العمل في الوقت ذاته على تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، ويمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول مهمة في جهودها المستمرة لاستكشاف الموارد الهيدروكربونية في المنطقة البحرية الكويتية.
كما يُعدّ هذا الاكتشاف بمثابة منجم ذهبٍ للاقتصاد الكويتي، حيث يُتوقع أن يُساهم في زيادة الإنتاج وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز مكانة الكويت كلاعبٍ رئيس في سوق الطاقة.
ويعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة في مسيرة البحث والاستكشاف البحري للكويت، خاصة وأن حقل النوخذة يغطي مساحة تقدر بنحو 96 كيلومترا مربعا.
ويتوقع أن ينتج الحقل نحو 2800 برميل نفط يوميا و7 ملايين متر مكعب من الغاز المصاحب يوميا.
وتشير التقديرات الأولية إلى احتواء الحقل على نحو 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف و5.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ومن بين الآثار الإيجابية للاكتشاف المتوقعة على سوق النفط:
زيادة الإنتاج: ممّا يُعزّز مكانة الكويت كأحد كبار منتجي النفط في العالم.
علاوة على أن المشروع يضع دولة الكويت على خريطة المنتجين الإقليميين الرائدين كمشغل بحري بارز وفق المعايير الدولية ويسهم في تطوير مهارات فنية جديدة بمجالات الحفر والإنتاج البحري مما يفتح آفاقا واسعة لخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة للكوادر الوطنية.
تأتي هذه الزيادة في الإنتاج في وقتٍ تشهد فيه أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، ممّا يُبشّر بانتعاشٍ قويّ لسوق النفط العالمي.
استقرار الأسعار: من المرجّح أن يُساهم الاكتشاف في استقرار أسعار النفط على المدى الطويل، وذلك من خلال تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
ثمة آثار إيجابية أخرى على الكويت، منها:
تعزيز الاقتصاد: من خلال زيادة الدخل القومي وخلق فرص عمل جديدة.
تنمية البنية التحتية: يُمكن استثمار جزءٍ من عائدات حقل النوخذة في تنمية البنية التحتية في الكويت.
تحسين مستوى المعيشة: من خلال توفير المزيد من الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية.
كما تتبدى آثار إيجابية على منطقة الخليج، منها تعزيز مكانة المنطقة عموما، كأحد أهمّ موردي الطاقة في العالم، ممّا يُساهم في تنويع اقتصاداتها وخلق فرص عمل جديدة، ودعم التعاون الإقليمي بين دول الخليج من خلال تبادل الخبرات والتقنيات في مجال استخراج النفط والغاز.
وكشفت التقارير أن المرحلة الحالية من الاستكشاف تمت بحفر 6 آبار استكشافية للتنقيب عن النفط والغاز كمرحلة أولى وبناء على نتائج الحفر في هذه المرحلة سيتم تحديد المراحل اللاحقة تباعا.
ولفتت التقارير إلى أنه بناء على نتائج الاختبارات الأولية سيتم وضع خطة تطويرية للبدء بالإنتاج الفعلي من الحقل في أقرب وقت ممكن الأمر الذي سيسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة نفط الكويت ووضع لبنة أخرى لتحقيق استراتيجيتها لعام 2040. بمستقبلٍ واعدٍ للمنطقة.